صرح بأن السعر العادل لتذكرة المترو لابد أن يكون 25 جنيهًا، بمعنى أن المواطن الذى يستعمل المترو مرتين فى اليوم ذهابا وعودة المفروض أن يدفع خمسين جنيهًا وليس اثنين فقط، وبضرب السعر العادل فى عدد أيام الشهر سنجد أن تكلفة العدل على المواطن شهريا لن تقل عن ألف وخمسمائة جنيه كل جنيه ينطح جنيه وقد تزيد لو استعمل المترو أكثر من مرتين يوميا!
أعتقد أن وزير النقل كان على بعد فيمتو ثانية من أن يكمل تصريحه ويقول: "وأنت يا أيها المواطن المتذمر من قفز سعر تذكرة المترو إلى ثلاثة أضعاف عليك أن تحمد ربنا وتبوس إيدك وش وضهر لأن الدولة متحملاك وقابلة الظلم على نفسها وتعطيك التذكرة بثمن لا يذكر بالنسبة للثمن العادل، اسكت بقى بدل ما نوريك التعامل العادل شكله إيه!".
لا أعرف عن أى عادل يتحدث السيد الوزير؟ عادل نفسه لو سمع هذا الكلام لمات منتحرا شاربا إزازة بوليس النجدة!! كيف يجرؤ على تصريح كهذا والشريحة المجتمعية التى تستعمل المترو يوميا معظمهم إما ناس دخلهم الشهرى لا يصل ألف جنيه أصلا أو ناس لا تسير حياتها إلا بالسلف والتدبير من هنا ومن هناك أو ناس بالكاد تستطيع تدبير نفقات بيتها وأولادها، لو كان الوزير يعرف هذه الشريحة فعلا فمصيبة أن يقول هذا، ولو كان لا يعرفهم فالمصيبة هنا أكبر 25 ألف مرة، نعم قد يكون كلامه صحيحا وفعلا السعر الفعلى للتذكرة خمسة وعشرين جنيهًا، لكن العيب كل العيب أن يتحدث هكذا أمام مواطن يرى فى أن تصل التذكرة لثلاثة جنيهات فاجعة حلت على رأسه المثقل بالهموم والمتاعب، العيب أصلا أن يزيد سعر التذكرة مليمًا واحدًا قبل أن يزيد دخله ويصبح قادرًا على مواجهة الغلاء الذى بات يحاصره من كل الاتجاهات ولا يعرف كيف يتصرف فنفاجئ به بعد ذلك مشنوقا على لافتة إعلانات فى الطريق الصحراوى أو فى شرفة بيته أو خلف باب غرفة خلا فيها بنفسه وأوجاعه.
يتحدث الوزير عن مليارات دعم تذكرة المترو التى تعوق تطوير النقل تحت الأرض وتوسيع الخطوط والشبكات وكأن مكتوبًا على هذا المواطن أن يدفع وحده فاتورة عجز عقول المسئولين عن التفكير فى بدائل عكننته وتنغيص حياته بين الحين والآخر برفع الدعم عن سلعة أو مرفق أساسى فى حياته اليومية كحل أوحد وأول وأخير للأزمات، يقولون إن الحاجة أم الاختراع ولكن المسئولين هنا عودونا أن الحاجة هى أم رفع الدعم وأبوه أيضا ويحاسب الأستاذ مواطن على المشاريب دائما، لا بأس فهذا تعودنا عليه لكن غير المقبول أبدا هوة أن يذكر المسئول لفظ (عادل) فى تلك المهازل التى تحدث.. هنا لابد أن نسأله بكل برود وسخرية حتى لا نموت قهرا (عادل ولد أبو جليل ولا عادل ولد الطحاوى؟)!!