هذه هى الملاحظات الخمس التى خرجت بها عندما شاهدت الفيديوهات المسربة لرجل الأعمال أحمد عز، الذى أراه «مفترى عليه» ليس من المعارضة فقط، بل من رفاقه فى الحزب الوطنى المنحل، وكل نظام مبارك قد نختلف وقد نتفق، لكن ما أود أن نشدد عليه بعد التجربة الأليمة التى مررنا بها سياسيًا وأمنيًا ومجتمعيًا، أننا يجب أن نتسلح بفضيلة كبرى هى التفكير وإعمال العقل، واعتبار أن ما نراه صحيحًا هو وجهة نظرنا وليس وحيًا هبط علينا من السماء، وأن الاختلاف رحمة وضرورة.
هذا هو أحمد عز الذى تتفق أو تختلف معه ولكن علينا أن نؤمن أن الرجل مازال لديه الكثير من أسرار المطبخ السياسى والحزبى للسنوات العشر الأخيرة لحكم مبارك وهى السنوات التى أخذت من رصيد الرجل الذى حكم البلاد لمدة 30 عاما يمكن أن نعتبر أنه فقد أغلب شعبيته بعد ظهور ابنه جمال الذى تعامل مع مصر باعتبارها عزبة ونجح فى تصدير كراهية الشعب لنظام مبارك وهى الكراهية التى طالت أحمد عز الذى كان فى غنى عن ممارسة السياسة ولعب أدوار فى بلد جميعا كان يعلم أنها فى طريقها إلى الانهيار السياسى والاقتصادى والاجتماعى وأن عز كان من الممكن أن يظل بعيدا عن دائرة الحكم والحكام ويستثمر فى ماله كما فعل غيره ويبعد عن أضواء السياسة التى أخذت منه الكثير ولم تقدم له سوى السجن والقضايا والملاحقات القانونية وتحميله أوزار 30 عاما من فساد حكم مبارك وكل الحكومات التى جاءت لحكم مصر بخطط أدى بعضها إلى خروج الملايين لإسقاط حكم مبارك، ولكنها اتخذت من بعض رجاله سببا فى الخروج وهو ما تعاملت معه المعارضة وتم تصدير أحمد عز كبش فداء للنظام كله والدليل أن الرئيس المخلوع مبارك هو الذى أصدر ثلاث قرارات خطيرة ضد عز كان هدفها تهدئة الرأى العام الهائج فى ميدان التحرير، وهى عزله من الحزب الوطنى وإحالته للتحقيق من خلال قرار للنائب العام ومنعه من السفر. القرارات الثلاثة كانت فى عهد مبارك الذى اعتبر عز هو السبب وراء كوارث نظامه وتم اختزل فساد 30 عاما سياسيا واجتماعيا واقتصاديا فى شخص اسمه أحمد عز، الذى نال من التجريح والشتائم ما يكفى الحزب الوطنى كله، ولكن الرجل تحمل وظل صامتا، ولكن على ما يبدو لى أن الرجل لن يصمت طويلا، فالجميع ينتظر منه كتابه مذكراته، خاصة مرحلة ما بعد ظهور جمال مبارك وفترة التحول السياسى والاقتصادى والاجتماعى وغيرها، كلها أفكار لو دونها أحمد عز فى كتاب حتى ولو أدان نفسه فسيكون قنبله الموسم.
وأخيرا فإن تسريبات أحمد عز سواء اتفقنا مع ما جاء فيها أو اختلفنا فإنه من الواجب أن نسجل اعتراضنا على أى خطوة سياسية سيقوم بها الرجل فى الفترة القادمة، وخاصة فكرة ترشحه للمجلس النواب القادم والتى أعلم تماما أن هناك ضغوطا من أهل دائرته لكى يدخل الانتخابات وأنه لو خاض هذه الانتخابات فسيحصل على الأغلبية، ورغم ذلك فأنا أطلب منه عدم خوض الانتخابات هذه المرة، وتأجيلها، أتمنى أن يستجيب أحمد عز لنصيحتى ويرفض الضغط الشعبى لخوض انتخابات النواب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة