إلى بلال فضل.. أهلا بالحركات

قبل أسبوع كتب الأستاذ بلال فضل مقالا فى صحيفة عربية محللا زيارة السيسى للكاتدرائية، وصفها بالـ«حركة»، ووصف السيسى معها بـ«ملك الحركات»، وإن مددنا الخط على استقامته، فحتما سيعتبر بلال فضل رفض السيسى إلقاء الكلمة فى عيد الشرطة إلا بعد أن يصعد أبناء الشهداء ويقفوا إلى جواره بأنها أيضا حركة، وأن كلمته بأن هؤلاء الأطفال سنده الحقيقى فى إدارة مصر تأكيد أنه «ملك الحركات».

إلى كل بلال فضل، أقدرك وأحترم تاريخك، إن كان موقفى السيسى فى الكاتدرائية وعيد الشرطة حركة، فـأهلا بالحركات، التى تسعد قلوب الملايين من إخواننا الأقباط فى عيدهم، وتدخل البهجة لمئات من أسر شهداء الشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، أهلا بالحركات التى طيبت قليلا من جرح كبير فى قلوب زوجات طارق المرجاوى وعبد الرؤوف الصيرفى وأحمد ذكى ومحمد مبروك وأيمن الدسوقى، أهلا بالحركات التى تشفى غليل كل أم فقدت أبناءها فى سيناء من جراء الإرهاب الغادر، أهلا بالحركات التى تعيد رسم الابتسامة على وجه كل زوجة فقدت زوجها وهى فى العشرينيات من عمرها.

إلى كل بلال فضل، فقدت مصر فى 2014 فقط 163 شرطيا بينهم 35 ضابطا و86 فرد أمن و3 خفراء و38 مجندا، جميعهم قدموا أوراحهم فداء للوطن، بينهم العشرات من الدفعات الحديثة بكلية الشرطة 2012/2013، لم يهنأوا بعد بأى ترقية غير «رتبة الملازم أول»، لم يهنأوا بعد بمشاعر الحب الأولى مع بنت الجيران أو الاقارب، لم يهنأوا بعد بـ«دبلة الخطوبة».

إلى كل بلال فضل، من بين شهداء 2014 صديقان كتبا نعيا لبعضهما البعض قبل أن يستشهدا دفاعا عن أرض الوطن، هما أحمد حجازى ورامى الجنجيهى، حجازى كتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى نعيا للجنجيهى، قال له فيه: «سلام يا صاحبى، كنت لسه بتقولى عايزين نتقابل فى رفح».

فى عيد الشرطة أتذكر 2 من أصدقائى يعملان بقطاع مهم بوزارة الداخلية، تعرفت عليهما مؤخرا، غيرا وجهة نظرى عن رجل الشرطة، كنت دائما أقول: «الشرطة قتلت إخواتى فى يناير»، صححا لدى المفهوم بأن شرطة ما قبل يناير ليست شرطة ما بعدها، نعم هناك تجاوزات، ولكن تغير الحال.
فى عيد الشرطة، شكرا لكل من يحمينى ويحميك ويسهر على راحتى وراحتك، وهنئيا لكل أم قدمت ابنها شهيدا من أجل الوطن.