ناصر عراق

سلاح الحوثيين وأموالهم!

الخميس، 22 يناير 2015 03:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول الأنباء الواردة من اليمن «السعيد» إن الحوثيين اقتحموا قصر الرئاسة ونهبوه، بعد أن سيطروا على معظم المؤسسات الإعلامية، وأن الهدنة التى أعلنت قبل أيام بين الحكومة وبين هؤلاء الحوثيين قد انهارت، الأمر الذى يؤكد أن تفاحة السلطة فى اليمن سقطت فى فم الحوثيين أو كادت، أمر مؤسف لا ريب أن تستولى جماعات تتاجر بالدين على السلطة فى بلد عربى، لأنها ستعيده إلى الوراء قرونا عدة، ولن تعمل أبدًا على تطويره والنهوض به، نظرًا لأنها جماعات تخاصم العصر وتعادى الحضارة الحديثة، لكن ما يهمنا هنا هو البحث عن إجابة لهذا السؤال: من أين أتى الحوثيون بالمال والسلاح ليتمكنوا من تحطيم دولة حتى لو كانت دولة مهترئة؟ ذلك أنك تعرف - وأنا أعرف - أن العرب والمسلمين لم يخترعوا شيئا ذا قيمة منذ مئات السنين، وبالتالى فإن هذا السلاح الذى استخدمه الحوثيون فى خطف مؤسسات الدولة اليمنية قد وصلهم بالتأكيد عن طريق قوى كبرى أو من قوى صغرى عميلة لقوى كبرى!

أى أن هناك دولا تعبث فى الملف اليمنى من أجل تحقيق مصالح محددة، وكل صراعات التاريخ ما هى إلا اللهاث خلف المصالح، لذا علينا كى نفهم ما يجرى فى اليمن أن نحدد بالضبط الدول المستفيدة من وصول الحوثيين للسلطة؟ يجب أن ننتبه إلى الدور الرئيسى للجغرافيا فى إدراك طبيعة الصراعات والتنبؤ بمستقبلها، واليمن يملك مضيقا على البحر الأحمر - باب المندب - بالغ الأهمية للتجارة الدولية، فمنه تعبر السفن حى تصل إلى قناة السويس ومنها إلى أوروبا وبالعكس، الأمر الذى يجعل الدول الكبرى والطموحة تتلمظ على هذا الموقع الخطير.

أغلب الظن أننا لا يمكننا قراءة ما يحدث فى اليمن بعيدًا عن أمريكا وإيران وإسرائيل والسعودية، فالحوثيون ينتمون - فكريًا - إلى المذهب الشيعى الذى تتكئ عليه الدولة الإيرانية، هذه الدولة العصية التى تعادى إسرائيل وأمريكا، والسعودية حليف رئيس لأمريكا، فهل حصل الحوثيون على المال والسلاح من إيران؟ وما رد الفعل الأمريكى السعودى الإسرائيلى المتوقع؟ الأيام القليلة المقبلة ستكشف الكثير والكثير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة