فى الذكرى 62 لعيد الشرطة.. ننشر صور وأسماء لـ56 شهيدا ومئات الجرحى فى معركة الشرطة التاريخية بالإسماعيلية.. و"إكسهام" القائد البريطانى وجنوده يؤدون التحية العسكرية للأبطال بعد معركة غير متكافئة

الخميس، 22 يناير 2015 02:55 ص
فى الذكرى 62 لعيد الشرطة.. ننشر صور وأسماء لـ56 شهيدا ومئات الجرحى فى معركة الشرطة التاريخية بالإسماعيلية.. و"إكسهام" القائد البريطانى وجنوده يؤدون التحية العسكرية للأبطال بعد معركة غير متكافئة مبنى البستان مقر المعركة وهو مديرية أمن الإسماعيلية الان
الإسماعيلية - جمال حراجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مرور 62 عاما على ذكرى معركة الشرطة والتى دارت رحاها فى قسم شرطة البستان وهو مقر مديرية الأمن حاليا بشارع محمد على بمحافظة الإسماعيلية، مازالت أصداء المعركة مستمرة وحتى اليوم يذكر التاريخ أسماء ضحت بروحها فداء لعزة الوطن وكرامته ورفضت للهيمنة الإنجليزية والاستعمار آنذاك.

ومنذ أيام احتفل اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مع ضباط وجنود الشرطة بالإسماعيلية بالذكرى الـ62 مشددا على استمرار الشرطة فى الدفاع عن الشعب واحترام المواطن، وأثناء الاحتفال تم افتتاح مبنى قوات الأمن ومتحف الشرطة بمديرية أمن الإسماعيلية فى حضور اللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية وعدد من قيادات المحافظة والشرطة.

وتبدأ قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.

هذه الأسباب ليست فقط ما ادت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت ـحداث 25 يناير 1952.

بدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة.

واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا،‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.

وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏.‏

وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

ونعيد نشر أسماء شهداء مجزرة الإسماعيلية من جنود الشرطة المصرية مرات ومرات حتى تظل خالدة إلى ما شاء الله.. وهم: السيد محمد الفحل، وعلى السيد على، وعبد الحكيم أحمد جاد، وثابت مصطفى، وأحمد مراد أحمد، وعبد ربه عبد الجليل عامر، ومحمد أحمد إبراهيم المنشاوى، وفتحى بدوى أحمد الحليوى، وعبد الله عبد المنعم فرج، ومصطفى عبد الوهاب محمود ومحمد الطوخى رمضان، وسيد على حسين، وحسين عبد السلام قرنى، والسيد مجاهد على الزيات، وعبد النبى سالم جمعة، ومحمد أحمد حمدى، وعبد الحميد عبد الرازق، وأبو المجد محمد مصطفى، وعبد السلام سليم صالح، ورضوان أحمد محمد حيدر، وكامل مازن حسين، وفؤاد عبد الرازق على، وأحمد أبو زيد منياوى، وعبد الحميد معوض حشيش، وعبد الفتاح شاهين، وعبد الله مرزوق عبد الله، ومحمد إبراهيم أحمد، ومحمد محمود بدوى، وفرج السيد إسماعيل، وعبد الحميد مسلمى أحمد، وعبد السلام أحمد إبراهيم، ومحمد الجندى إبراهيم، وفتحى أمين جمعة، ورياض عبود أسعد، وعبد الغنى محمد خليفة، واليمانى إسماعيلى إبراهيم، وعبد الفتاح عبد الحميد، وبسيونى على الشرقاوى، ومحمد محمد البياعة، وأمين عبد المنعم السيد، ومحمد حسن محمود حسن، ومحمد المليجى أحمد مصيلحى، وبهى الدين على حجازى، وعبد الفتاح عبد النبى العطار، وعبد المنعم بيومى على البنا، ومحمد عبد المعطى حسن عيد، ومحمود محمد عبد الرحمن فودة، وحسن عبد السلام عبد المنعم، ومحمود حسن عفيفى عمارة، ومحمد عبد الغنى السيد الفيشاوى، ومحمد أحمد على زايد، وعلى محمد منصور الطبال، وأحمد محمد فريد، وأبو الفتوح أحمد أبو الفتوح، وعبد الحميد إبراهيم على منصور، وسعد على السايس.

مبنى البستان مقر المعركة وهو مديرية أمن الإسماعيلية الآن - 2015-01 - اليوم السابع
مبنى البستان مقر المعركة وهو مديرية أمن الإسماعيلية الآن
دبابة إنجليزية فى أحد شوارع الإسماعيلية - 2015-01 - اليوم السابع
دبابة إنجليزية فى أحد شوارع الإسماعيلية
ضابط إنجليزى يتفحص إعلان للمقاومة المصرية بمنع العمال من العمل مع الإنجليز - 2015-01 - اليوم السابع
ضابط إنجليزى يتفحص إعلان للمقاومة المصرية بمنع العمال من العمل مع الإنجليز
الشهداء أثناء نقلهم بعد انتهاء المعركة - 2015-01 - اليوم السابع
الشهداء أثناء نقلهم بعد انتهاء المعركة
نقل المصابين من المصريين فى المعركة - 2015-01 - اليوم السابع
نقل المصابين من المصريين فى المعركة
جانب من الضباط المصريين - 2015-01 - اليوم السابع
جانب من الضباط المصريين
أسماء الشهداء فى 25 يناير - 2015-01 - اليوم السابع
أسماء الشهداء فى 25 يناير
كمين إنجليزى فى أحد شوارع المدينة - 2015-01 - اليوم السابع
كمين إنجليزى فى أحد شوارع المدينة


موضوعات متعلقة..

إشادة واسعة بخطاب الرئيس خلال احتفالات عيد الشرطة.. "تمرد": السيسى لن يمنع التظاهر.. "الإصلاح والنهضة": صارح الشعب بحقيقة أوضاعنا.. و"التجمع": حديث القوى السياسية عن القانون "مفتعل"









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة