كان بعض مشايخنا الكبار فى قريتى يقولون لنا فى دروس الدين بالمسجد إن بشائر يوم القيامة ستبدأ فى اليمن، لأنها الدولة الوحيدة المؤهلة لكى يعود إليها سيدنا آدم عليه السلام مرة ثانية، ولن يشعر فى عودته بأى اغتراب، والسبب أن شعب اليمن وجغرافيا اليمن لم يحدث فيها أى تطوير منذ أيام سيدنا آدم.. وبالرغم من إيمانى بأن ما كان يقوله هؤلاء المشايخ مجرد دعابة، ومثل على أن دولة اليمن تعيش فى تخلف وتدهور شديد فى كل شىء، فإننى أصبحت على يقين بأن ما يجرى الآن فى اليمن على يد ميليشيات الحوثيين سيؤدى إلى عودة اليمن السعيد إلى قرون ما قبل الميلاد، وإلى العصور الحجرية، وهى المؤامرة التى تهدف إليها عصابات الحوثيين الذين شربوا من نفس نهر التطرف الذى شربت منه جماعة الإخوان فى مصر، بالرغم من الاختلاف العقائدى بين التنظيمين، فالحوثيون منبعهم شيعى، والإخوان من أهل السنة، لكنّ كليهما يلتقى ويتفق على هدف واحد، هو تدمير الدول العربية تحت ستار أكذوبة الخلافة الإسلامية.
وبالرغم من أن مشروع الخلافة التى يرددها كهنة الإخوان والحوثيين هو قول حق يراد به باطل، والدليل أن كل الأساليب التى يستخدمها أعضاء وقيادات التنظيمين، الإخوان والحوثيين، تؤدى إلى دمار البلاد والعباد، وما تقوم به جماعة الإخوان فى مصر من قتل وخطف وحرق وتدمير، وما يفعله الحوثيون فى اليمن من أعمال لا تختلف كثيرًا عما تفعله جماعه الاخوان، بل وتزداد دموية وفوضى، خاصة بعد نجاح ميليشيات الحوثيين فى الاستيلاء على كل شىء فى اليمن، وفشل الجيش والشرطة والشعب اليمنى فى مواجهة هذه الميليشيات، كل هذا يجعلنا عل يقين بأن أمتنا العربية تتعرض لمؤامرة دولية، أولها فى مصر، وآخرها فى اليمن، وتم تطبيقها فى دول عربية عديدة، منها ليبيا وسوريا والعراق، وهى المؤامرة التى كان أمثال العجوز محمد البرادعى، والمراهقة توكل كرمان يرجون لها، فالأول بشر بثورة فى مصر، فكادت أن تنهار الدولة لولا جيش مصر العظيم، أما غراب اليمن، المراهقة توكل كرمان، وبمساعدة أمريكية فنجحت بالفعل فى تفكيك هذه الدولة بشكل نهائى، ونجاح الحوثيين فى حرق اليمن، والمفاجأة أن قيادات هذه الميليشيات تردد نفس مقولات المراهقة توكل كرمان، والعجوز محمد البرادعى من نوعية الثورة مستمرة، وحق الشهداء، ووثيقة التفاهم، والعيش والحرية والكرامة، وغيرها من العبارات السخيفة التى حرقت مصر لمدة 3 سنوات، ولولا جيش مصر العظيم لأصبحنا مثل اليمن اليوم، والحقيقة أننى أرى مباركة إخوانية لما يقوم به تنظيم الحوثيين فى اليمن، فمن المعروف تاريخيًا أنه لا توجد إشكاليات كبيرة بين جماعة الإخوان المسلمين والثورة الإيرانية منذ نشأتها أواخر التسعينيات، بل على العكس مع انتصار الثورة الخمينية بدا أن هناك إعجابًا، وأحيانًا تقاربًا مع أطروحات الثورة الخمينية، فهناك العديد من القادة والزعماء الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين قد أثنوا على الثورة الشيعية، ودعوا للتقارب معها.. إذًا لم أعد أفرق بين مؤامرة جماعة الحوثيين الشيعية فى اليمن، والإخوان السنية فى مصر، فكلاهما يتحرك بشعارات مزيفة روج لها متآمرون من نوعية محمد البرادعى، وتوكل كرمان، وأحمد ماهر، وأسماء محفوظ، وغيرهم من الذين أفسدوا البلاد والعباد.
عبد الفتاح عبد المنعم
مؤامرة الإخوان والحوثيين بمباركة العجوز «البرادعى» والمراهقه «توكل كرمان»
الخميس، 22 يناير 2015 12:05 م