عندما تدخل شركة متعددة الجنسيات لتستحوذ على مستشفيات القطاع الخاص، ومعامل التحاليل، وبعض شركات الأدوية فى مصر، فهذا يعنى أن الرأسمالية العالمية اكتشفت أن المرضى المصريين مربحون للغاية، وإذا عرفنا أن %70 من المواطنين لا يثقون فى المستشفيات الحكومية، ويدفعون دم قلبهم فى العلاج خارجها، فهذا يعنى أننا نسلم أجسادنا لأناس حريصين على الربح أكثر من حرصهم على صحتك.. القوانين تسمح، لأن فرص الاستثمار مفتوحة، ولكن أين الاستثمار فى الاستحواذ الذى قامت به إحدى الشركات العالمية، هى بدأت فى شراء سلسلة معامل البرج عام 2008، واشترت معامل المختبر فى 2012، بالإضافة إلى معامل بيولاب الأردنية، وشركة ألترا لاب، كما استحوذت على مستشفى كليوباترا بنسبة %100، والقاهرة التخصصى بنسبة تفوق %50.
وترددت أنباء كما ذكرت الدكتورة منى مينا، أمين عام نقابة الأطباء، فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته النقابة أمس الأول، عن استحواذ الشركة نفسها على مستشفيات النيل بدراوى، والسلام، والجولف، فضلًا على دخولها فى مفاوضات لشراء شركة آمون للأدوية.. لم تنشئ الشركة الغامضة مشفى جديدًا، لم توفر فرص عمل، لكنها فى الغالب ستتخلص من العمالة الموجودة لصالح جنسيات أخرى ترضى بالقليل، سيقول الغيورون إن ما يحدث سيؤثر على الأمن القومى، وسيقول آخرون إن ما يحدث مؤامرة كونية على مصر، لكن المؤكد أن فشل الحكومة فى تطوير مستشفيات الدولة، والرقابة على «بيزنس» القطاع الخاص، واعتبار المرضى عبئًا على الميزانية، كلها أسباب تدفع السماسرة وغاسلى الأموال حول العالم إلى «الاستفراد بالعيانين».. فى المحروسة.