فى أواخر عام ١٩٧٤.. كان الرئيس عبد الفتاح السيسى تخطى – وقتها- العشرين من عمره، حيث ولد بحى الجمالية فى 1954، بينما كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات يلملم أوراق حرب أكتوبر المجيدة، ولم يمر على توليه سوى أربع سنوات بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بدأ السادات فيها المقتدى بسيرته، وقال فى أول خطاب له بعد وفاة عبد الناصر "إن الشىء الوحيد الذى يمكن أن يفى بحقه وقدره، هو أن تقف الأمة العربية كلها الآن وقفة صابرة، صامدة، شجاعة، قادرة، حتى تحقق النصر الذى عاش واستشهد من أجله"، ولكنه رغم ذلك لم يستطع أن يكون على القدر الكافى من الالتزام فى حماية ثورة الشعب وحربه التى ضحى فيها بالآلاف ولجأ إلى سياسة الانفتاح الاقتصادى، التى كانت سببًا رئيسيًا فى تدمير الاقتصاد المصرى.
استمر السادات فى الرئاسة 11 عاما أعقبها ثلاثون عامًا لرئيس الصدفة حسنى مبارك تلاها ثلاث سنوات الثورة المصرية إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى تشعر معه أنه يستكمل مسيرة عبد الناصر وأوائل عصر السادات وتحديدًا ما بعد عام الحرب 1973، حيث بدا السيسى كأنه متجاوز لسنوات حكم مبارك ومن قبله السادات وشاهدنا تصريحاته عن عودة الاهتمام بمصانع الاتحاد السوفييتى، وحيث لا يوجد لفظ الاتحاد السوفييتى حاليا وشاهدنا كافة تحركات الرئيس عن إصلاح الجهاز الحكومى وإعادة تطويره، وهى أمور كان أولى القيام بعد حكومة الحرب بعد هزيمة 1967، والتى ظهر وقتها مايعرف بالمجهود الحربى أن الدولة كلها تحت سيطرة القوات المسلحة لخدمة أهداف الحرب وهو السبب الذى انتفى بعد ذلك كما شاهدنا تحركات للرئيس حول تجديد الخطاب الدينى، وكل ذلك يعطى إيحاءً أن السيسى يعيش أجواء 1974 وبروح عبد الناصر، ولكنه يحاول تجاوز الأربعين سنة الأخيرة، وكأنها لم تكن أى أنه يقول لجيل السبعينيات أنا أبدأ اليوم، وكأنى استلمت حكم البلاد عام 1974.
أخطر ما فى الأمر أنه يبدأ مشاريع وتحركات كانت من المفترض أن تبدأ منذ أربعين عامًا شيئًا حميدًا إلا أن هناك نسبة كبيرة من عمله ستكون إصلاح تراكمات السنوات نفسها أى سيسير بطريقين متوازيين.
" أنت ترى جزءا وغيرك كذلك، أما أنا أملك كل الحقيقة" من لقاء المرشح لرئاسة الجمهورية عبد الفتاح السيسى بالشباب قبل فوزه بالرئاسة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة