لن ينسى الشعب المصرى المواقف التاريخية لفقيد الأمة العربية الملك عبد الله بن عبد العزيز، ففى الوقت الذى تداعت فيه الأمم الغربية على مصر بعد ثورة 30 يونيو، غضبا من إجهاض المشروع الاستعمارى الذى هدف إلى تدمير مصر وتفتيتها، وقف الملك عبد الله وقفة فارس شجاع، وجه إنذارا تلو إنذار للقوى الغربية معتبرا أن أى عدوان على مصر عدوانا على المملكة.
كانت مصر فى ذلك الوقت تحارب على جبهات عدة داخلية وخارجية، ففى سيناء عناصر الإرهاب التى أعطاها الإخوان الضوء الأخضر للتسلل والتسلح والتمركز فى الشمال والوسط بالتنسيق مع عناصر حماس الطامعين فى تنفيذ المخطط الإسرائيلى الاستيطانى وإنشاء دولة فلسطينية فى غزة وسيناء.
وفى القاهرة والمحافظات كان هدف الإخوان إحداث أكبر حالة من الارتباك فى الدولة وتصوير الأمر بمساعدة القنوات المشبوهة والعميلة على أن مصر تشهد حربا أهلية بين أنصار رئيس منتخب أطاح به الجيش كما أرادوا أن يصوروا للعالم، وبين الشرطة والجيش من طرف ثان، ثم وصل الأمر إلى التمركز فى نقطتين بالقاهرة تمهيدا لإعلان حكومة وانعقاد البرلمان المنحل بمساعدة قوى غربية تراهن على مشروع الفوضى الخلاقة.
فى هذا التوقيت ألقى الفقيد الكبير بيانه التاريخى الذى دعا فيه العرب والمسلمين للتصدى لكل من يحاول زعزعة أمن مصر ووصف من يتدخلون فى الشأن المصرى بأنهم دعاة الفتنة، وقال قولته الشهيرة بينما كان كثير من الحكام ورؤساء الدول فى ضباب الثورة: "مصر ستسترد عافيتها".
وبعد شهور عديدة فى فبراير 2014، كان القرار المدوى ذو الأثر الهائل بإعلان المملكة جماعة الإخوان جماعة إرهابية ووضعتها على القوائم السوداء وجرمت شعار رابعة مما قطع الطريق على كثير من المزايدين بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.
وعلى مستوى الاقتصاد، شهدت مصر حصارا فعليا وإن كان غير معلن من كبرى الدول الغربية، وهنا تجلت وقفة الراحل الكبير الملك عبد الله الذى أعلن أن المملكة لن تقبل بحصار مصر، ووجه بالفعل ومعه الأشقاء فى الإمارات والكويت حزمة ضخمة من المساعدات والمنح والقروض الميسرة بالإضافة إلى إمدادات البترول، حتى لا تسقط البلاد فى سيناريو "ب"، بعد فشل الخطة المباشرة لإسقاطها بمعرفة جماعة الإخوان الإرهابية.
رحم الله الملك عبد الله وأسكنه فسيح جناته