أوجه كلماتى هذه المرة للأحزاب السياسية فى جمهورية مصر العربية، لعلها تصل إلى أسماع مسئولى هذه الأحزاب ولربما تمس قلوبهم وتستفز مشاعرهم الإيجابية تجاه الوطن.
قبل ثورة ٢٥ يناير كان يوجد فى مصر أربعة وثمانين حزبًا سياسيًا قانونيًا إلا أن العديد منها لا يتعدى مقرًا وجريدة، وذلك بسبب غياب الديمقراطية الحقيقية فى مصر.
إلا أنه بعد الثورة أعلنت عدة جهات تأسيسها لأحزاب سياسية جديدة، وكذلك تم حل بعض الأحزاب وتجمد نشاط الأخرى حتى أصبح عدد الأحزاب القانونية فى مصر الآن حوالى واحد وخمسون حزبًا سياسيًا.
نعم عزيزى القارئ لا تندهش من سماع هذا الرقم الذى لا تعلم عنه أية شىء، اللهم باستثناء قلة قليلة جدًا من الأسماء المعروفة!
فمعظم هذه الأحزاب لا وجود لها على أرض الواقع سوى القليل من المقرات والأقل من الأعضاء "وربما تميزت بعضها بجريدة أو مجلة تصدر عنها، لا نعرف عنها أيضًا أى شىء أكثر من اسمها حال إن تذكرناه!!
وحتى القلة القليلة من الأحزاب التى حالفها بعض الحظ وحظيت ببعض الشهرة كأسماء، لا تحظى بأى مصداقية لدى المواطن المصرى، وبالتالى لا ثقل لها ولا وجود فى الشارع .!
وبعد أن قدم الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذه الكيانات هدية على طبق من فضة، فى لقائه منذ عدة أيام، وطلب من قيادات الأحزاب السياسية الاتفاق سويًا على الخروج بقائمة موحدة تضم الأسماء التى يطرحها كل حزب ممن لديهم الكفاءة والخبرة .
وبالتالى ستخرج قائمة وطنية منزهة عن الشبهات، متفق عليها من الجميع، قوية تدعمها مجموعة الأحزاب المشاركة.
وبما أن غالبية الأحزاب لا أرضية لها فى الشارع المصرى ولا خلفية عنها لدى جمهور الناخبين، ففكرة القائمة الموحدة التى أهداها لهم الرئيس بمثابة طوق للنجاة من فشل مؤكد ينتظر غالبية هؤلاء.
كما أنها ضمانة كبيرة لقطع السبل على المندسين من تيار الإسلام السياسى بعد حلق ذقونهم وخلع جلابيبهم، كذلك فسدة فلول النظام السابق .
ومع ذلك لم يحضر الاجتماع الذى دعا إليه حزب الوفد، مجموعة الأحزاب المصرية للجلسة التحضيرية لاختيار اللجنة التى يتم الاتفاق على شخوصها، والتى ستقوم باختيار الأسماء التى سيقع عليها الاختيار فى تلك القائمة الموحدة المقترحة، سوى تسعة عشر حزب من مجموع واحد وخمسين!
لا أجد تعليقًا مناسبًا، ولا تبريرًا منطقيًا لما حدث، سوى الطمع والعجرفة الزائفة التى لا تليق بحقيقة أوضاع هذه الكيانات السياسية المجهولة الهوية لدى المصريين !
لم لا نكون جميعًا أيادٍ مساعدة للرئيس فى مساعيه المضنية التى يبذلها فى كل الاتجاهات فى آن واحد؟ وحتى إن كنا غير فاعلين، فلا يجب أن نكون معوِقين، وهذا أضعف الإيمان توحدوا ونحوا الضغائن الشخصية وانبذوا خلافاتكم من أجل مصر.