رجل غير عادى دفع ثمن رأيه وظيفته فى بلاد الحريات والديمقراطيات، من يدافعون ليلًا نهار ويتشدقون بحرية التعبير والفكر والديمقراطية هم فى نفس الوقت من يحاربونها، لم تتحمل إحدى المحطات العالمية CNN لجيم كلانسى أحد كبار الإعلاميين العاملين بها كتابة رأى سلبى عن إسرائيل فكانت النتيجة استقالته.
التحق جيم كلانسى عام 1982 مراسلًا دوليًا لسى إن إن فى بيروت وفرانكفورت وروما ولندن، وخلال ذلك الوقت حاز على جائزة مرموقة (جورج بلوك الشهيرة ) لتغطيته المجازر فى رواندا وجائزة (دى بون كولمبيا لتغطيته حرب البوسنة) وجائزة (إيمى ) لتغطيته المجاعة والتدخل الأجنبى فى الصومال.. ماذا فعل المذيع لتركله السى ان ان بالخارج؟ يوم 7 يناير الماضى شبت معركة على موقع التواصل تويتر فى هاشتاج موال لإسرائيل كتب كلانسى (أن رسوم الكاريكاتير لا تسىء إلى شخص النبى محمد لكنها تسخر من جبناء يشوهون سيرته وأقواله فاحذروا إذًا (كما قيل)).. شبت معركة بدأت بالتلاسن عليه بمثل تغريداته وأسوأ ومنهم كان (أورن كاسلر) نائب مدير التحقيقات فى منظمة الدفاع عن الديمقراطية بإسرائيل، والذى طلب منه شرح تغريدا ته، رد جيم كلانسى بعلامة استفهام وكلمة واحدة فقط يعرفها الإسرائيليون جيدا (HASABARA) وتستخدمه إسرائيل رسميا بالخارج للدعاية الإيجابية (عن الدولة العظيمة إسرائيل)، كتب كلانسى تغريدة قال فيها أنتم فى إسرائيل تريدون إقناعنا والتسويق أن الرسوم المسيئة فى المجلة الإسلامية كانت للإساءة للمسلمين وللرسول، وفى نفس الوقت يقوم الإسرائيليون بحملة تحريض على المسلمين ليكره الغرب العرب والإسلام.
بعد العملية التى راح ضحيتها أكثر من 12 شخصا من رسامى وصحفيى(تشارلى إبدو) تحديدا فى 7 يناير مرت أيام انتهت بمحو المذيع الشهير تغريدات له من تويتر، واستقالته باتت فى أدراج سى إن إن هذه النتائج يتخللها فراغ.. من الأحداث نتركها لحضراتكم لتوقع السيناريو السرى الذى ترتبت عليه لا حظنا أن (نتنياهو) عندما زار (فرنسا بزعم المشاركة فى التظاهر للمواساة ومحاربة الإرهاب) والتى أظهرت كلمته التى تناقلتها وسائل الإعلام عكس ذلك كانت كل جهوده مركزة على دعوة اليهود المقيمين بفرنسا لى بلدهم إسرائيل، فى اتهام وتنديد واضح أن فرنسا لم تعد آمنة لأنها تحوى أكبر نسبة من العرب!!!، من يقترب أكثر من الصورة ويدقق سيعلم أن ملوك صناعة الإرهاب بالعالم هم أول من يتقدمون الصفوف بوجوه جامدة حزينة، وأيضًا دموع تماسيح يستدعيها المشهد، وإلا كيف ستستمر الصناعة (صناعة الموت) ويبقون على مستقبلها.. لكل مهنة وحرفة أسرار!
للأسف CNN نسيت أو تناست عن عمد أن أهم قنوات الأخبار العالمية فى العالم صنعت أسماءها وتاريخها على أكتاف العاملين بها وحياتهم، أبدا لن يخدم البقاء والاستمرارية فى الميديا أو غيرها توجه وتحكم رأس المال ولكم فى السابقون عبر.. جيم كلانسى بعد 34 عامًا أفناها فى عالم الميديا هو بذاته قناة متنقلة وماركة مسجلة إعلاميًا، التاريخ لا يعرف النسيان، ستتذكر الأجيال فضائح سى إن إن (أنها تخشى الحقيقة، وتركل الأنقياء بها) وسيذكر التاريخ جيم كلانسى، ففيديوهاته مسجلة فى تغطية الحروب والمجازر، جريه وراء الحقائق بطاقة تعريف منحوتة فى تجاعيد وجهه من يخاطر بحياته فى سبيل الحقيقة وعدم المشاركة فى خدعة من أى نوع ثمنها مزيدا من ( المال والدماء والأشلاء والبارود) لا يخشى المخاطرة بوظيفته، المسألة ليست أديان.. المسألة أن هناك صراعا عربيا إسرائيليا مشتعلا منذ الأزل وإلى الأبد يُخدم عليه رأس المال.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد نعيم
أين الحقيقة يا استاذة وإدا كانت سى ان ان تخشي الحقيقة فأين الإعلام النقىً
اين إعلام الحقيقة و الديمقراطية ؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو ألوفا
سؤال لكى يا ابنتى ؟ فمن الكتاب القلائل اللاتى أثق بهم
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد غالي
البعض بري فى التفاصيل الصغيرة أرجو التحدث عن إعلام مصر الإعلام المصري
???
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
لاشك انك كاتبة متميزة ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
علي فتحى
برجاء إرسال بريدك الالكتروني للأهمية استاذة علا.
مقال رائع كالعادة