كنت قد كتبت مقالا منذ عام، وتحديدا فى 29 ديسمبر 2013، تحت عنوان «بيادة» عسكرى الأمن المركزى «أشرف» من الإخوان و6 إبريل، وأعيد نشره مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليه، بمناسبة ذكرى 25 يناير، وما ترتب عليها من نتائج سلبية خطيرة، على أمن البلاد، وفتحت أبواب السجون، والجحور، والكهوف، ليخرج الإرهابيون، ينهشون فى جسد أبناء هذا الوطن، بشكل عام، ورجال الجيش والشرطة بشكل خاص.
ويؤكد أن جماعة الإخوان الإرهابية، وذراعها اليمنى حركة 6 إبريل - غير القانونية - ونحانيح الثورة، ونشطاء السبوبة، والمتعاطفين معهم، يتعاملون مع جنود الأمن المركزى، والجيش المصرى على أنهم أعداء، ينتمون لجيش وشرطة الكفر والإلحاد، ولابد من سحقهم والتمثيل بجثثهم، هؤلاء لا يعلمون - أو يعلمون الأمران على حد سواء - أن بيادة أصغر جندى بالأمن المركزى، برقبتهم جميعا، ومعهم «النخبة الباذنجانية» والمخنثون سياسيا وإعلاميا، شاء من شاء وأبى من أبى.
جنود الأمن المركزى، مصريون حتى النخاع، وأكثر وطنية من جميع المتصدرين للمشهد السياسى، فهؤلاء ينحدرون من أسر الأكثر فقرا فى مصر، نزحوا من النجوع والكفور والقرى، من المحافظات المختلفة، ليؤدوا الخدمة العسكرية، ونظرا لفقرهم الشديد، لم ينالوا حظهم من التعليم، فهم أميون القراءة والكتابة، ويعملون فى المزارع والحقول، وأمام ماكينات المصانع منذ نعومة أظافرهم، ليكتسبوا القليل، ويهرولوا عائدين إلى منازلهم ليلقوا بين أيدى أسرهم ما حصلوا عليه من مبالغ زهيدة، ليشتروا بها فتات العيش لإطعام الأفواه الجائعة.
وعندما يصل الشاب منهم إلى سن الثامنة عشر يفكر فى السفر للخارج، ليعمل هناك ويحفر فى الصخر، بحثا عن مال يكتسبه، يعين به أهله، ولكن العقبة التى تقف أمامه، هى شهادة الإعفاء من الخدمة العسكرية، فيسارع بالالتحاق لتأديتها لمدة 3 سنوات كاملة، فى الأماكن الأكثر خطرا مثل سيناء، نظرا لأنه لا يمتلك الواسطة لنقله فى أماكن أكثر راحة وأمنا، ويقف فى عز البرد القارس شتاءً، وتحت لهيب الشمس الحارقة صيفا، لحراسة المنشآت العامة والخاصة.
فى حين يجلس أعضاء 6 إبريل، وجماعة الإخوان الإرهابية ونحانيح الثورة ونشطاء السبوبة، يخططون ويدبرون المؤمرات، فى المكاتب المكيفة، ويتاجرون بالدم، من خلال بيع صور وفيديوهات، ضحايا الأحداث لوسائل إعلام ومنظمات أجنبية، ثم ينظمون المظاهرات، وينكلون ويسحلون ويخطفون ويفجرون أبناء الفقراء جنود الأمن المركزى، أشرف من فى مصر قاطبة.
هؤلاء الجنود المعجونون، بطين هذا الوطن، ورغم فقرهم وبؤسهم الشديد، يضحون بأرواحهم من أجل أمن وأمان وسلامة، بلدهم، وتقشعر، أبدانهم عندما يسمعون عزف السلام الوطنى، فى حين جماعة الإخوان الإرهابية، وحوارييهم لا يقفون احتراما له، وتسارع حركة 6 إبريل، ونحانيح ثورة يناير ونشطاء السبوبة، ليحرقوا العلم المصرى فى ميدان التحرير عيانا جهارا، ثم يخرجون علينا مرتدين عباءة الثورة والوطنية، فى مشهد تمثيلى، يرفض أن يؤديه كومبارس درجة سابعة.
جنود الأمن المركزى، شهداء الحق والواجب، يتم اغتيالهم بدم بارد على يد إرهابيين وخونة، يعقدون صفقات الخيانة، ويتاجرون بسلعة الوطنية الرخيصة والحقيرة، ويبحثون عن المقاعد، والمال والنفوذ على أشلاء أشرف من أنجبتهم مصر، أبناء الذين يخرجون للعمل فجرا وحتى أذان المغرب فى الأرض، يحملون فؤوسهم على أكتافهم، ويضربون بها الأرض فيخرج الخير، ويكتفون بالفتات، ليأكل ويتمرمغ كل الخونة فى رفاهية شقاهم وتعبهم، ثم يقدمون لهم واجب الشكر والامتنان، عن طريق إعادة أبنائهم فى صناديق ونعوش الموت.
عائلات أشرف من أنجبتهم مصر والقاطنين فى قرى أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا، والبحيرة والشرقية والمنوفية وكفر الشيخ، وغيرها من المحافظات، يتجرعون مرارة الفقر وبؤسه، ويشربون من الحزن كاسات، ويتدثرون بجلاليب أبنائهم المخضبة بدمائهم الطاهرة، لتذكرهم، بخسة وحقارة الخونة والإرهابيين، الذين باعوا الوطن والعرض والشرف بأبخس الأثمان، وبمقابل دولارات قليلة.