لم يكن 25 يناير 2011 يومًا عاديًا فى تاريخ مصر، فهو اليوم الذى خرج الملايين لإصلاح نظام مبارك، وإعادة بناء الدولة مرة أخرى على أساس ثلاثة مطالب كان المصريون ينادون بها فى أثناء مظاهراتهم فى هذا اليوم، وهذا الثالوث هو «عيش - حرية - عادلة اجتماعية»، هذا هو الشعار الذى خرجنا جميعًا من أجله، لم نكن وقتها نريد إسقاط نظام مبارك أو إسقاط الدولة، والسبب أن أغلب من خرج فى هذا اليوم كان منا، أى من شعب مصر، لم يكن يريد سلطة أو مالًا أو جاهًا، كان يريد عيشة طيبة، وعدالة فى التوزيع، وأن تحفظ للمصرى كرامته.. كانت النوايا طيبة، لهذا نجحت بروفة 25 يناير، لأن كل من خرج فى هذا اليوم لم تلوث أيديهم بالدماء، وكان أغلبهم أبرياء وأصحاب نوايا حسنة.
هذا هو المشهد يوم 25 يناير، لكن انقلب كل شىء بعد ثلاثة أيام، وبالتحديد فيما عرف بـ«جمعة الغضب»، حيث مازلت على يقين بأن إسقاط وتدمير جهاز الأمن فى 28 يناير 2011 جاء بمؤامرة ثلاثية ضمت جماعة الإخوان، وتنظيم حماس، وحزب الله، وأن هذا الثالوث ساهم بدور رئيسى مع تنظيمات مراهقى هوجة يناير، مثل حركة 6 إبريل، فى توجيه ضربة لجهاز الشرطة لأهداف خبيثة، منها تهريب أعضاء تنظيم الإخوان، وحزب الله، وحماس من السجون المصرية، وهو ما كشفته المعلومات بأن الإخوان وحماس وحزب الله وراء جريمة سجن وادى النطرون التى مكنت مرسى العياط وآخرين من المتهمين التابعين لحزب الله وحماس من الهروب الكبير الذى حدث فى 28 يناير، وهو ما يؤكد حجم المؤامرة الإخوانية مع شركائهم فى تدمير مصر فى هذا التوقيت، فمن ناحية أدى المراهقون من أنصار هوجة يناير، أمثال حركتى 6 إبريل والثوريين الاشتراكيين، دورهم فى إنهاك جهاز الأمن يوم 28 يناير حتى يتمكن مرسى وإخوانه من الهروب الكبير.. هذا يدفعنى لاتهام هذه الحركات فى قضية وادى النطرون، بل أطالب بضم أعضاء هذه الحركات إلى القضية باعتبارهم ساهموا فى تدمير جهاز الشرطة فى هذ اليوم.
إذًا، هذا الثالوث ومعه مراهقو هوجة يناير، وعلى رأسهم حركة 6 إبريل، خاصة القيادات التى تم تدريبهم خارج مصر، وعلى يد أجهزة مخابرات عالمية، هم وراء ضرب الأمن القومى المصرى فى هذا اليوم، وتحقيق عدة أهداف، أخطرها توجيه أكبر ضربة للجهاز الأمنى المصرى لإحداث فراغ أمنى يساهم فى تهريب كل العناصر التابعة لحماس والإخوان وحزب الله من السجون المصرية، أما الهدف الآخر فهو نشر الفوضى والبلطجة فى كل ربوع مصر، وبالفعل نجح المخطط الإخوانى، وحقق أهدافه فى فترة وجيزة، خاصة أن نظام المخلوع لم يكن يتوقع نجاح هذا المخطط الشيطانى الذى رصدته الأجهزة الأمنية السيادية وغير السيادية، لكنها عجزت فى التصدى له لأنه ارتبط بما يعرف بانتفاضة 25 يناير.
وإذا كان البعض يشكك فيما توصلت إليه من يقين، فعليه أن يعود إلى كل حوارات الجنرال الراحل السيد عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، الذى كان يملك الأسرار والحقائق حول جريمة الإخوان فى الفراغ الأمنى الذى نعيشه منذ 28 يناير حتى الآن، كل هذا حدث فى يناير 2011، فهل تلعب حركه 6 إبريل الآن نفس الدور القذر فى 2015 لتهريب مرسى من سجن برج العرب، وقيادات الإخوان، وحركة 6 إبريل؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود مراد
إسفخس على التلته