لا أظن أن هناك مبدعًا مصريًا أو عربيًا قادرًا على حشد كل هؤلاء النجوم فى مكان واحد سوى بهاء طاهر، ولا أعتقد أن هناك نهرًا من المحبة يمكنه أن يتدفق بكل هذه القوة إلا إذا كان من أجل بهاء طاهر، فالرجل تمتع بخصال فريدة جعلت الكل يتسابق ليلقى ببذرة مودة فى الأرض الخصبة التى يزرعها كلما مرّ أو سار.
سجّل عندك هذه الأسماء مع حفظ الألقاب: محمد حسنين هيكل/ أحمد عبدالمعطى حجازى/ فاروق شوشة/ يوسف الشارونى/ محفوظ عبدالرحمن/ محمود ياسين/ محمود الحدينى/ سميرة عبدالعزيز/ هدى جمال عبدالناصر/ يوسف القعيد/ عبدالله السناوى/ جمال فهمى/ فؤاد قنديل/ فريدة الشوباشى/ سعيد الكفراوى/ محمد الخولى/ سمير سيف/ داود عبدالسيد/ مكرم محمد أحمد وغيرهم. أجل كل هذه الكوكبة البهية حضرت الاحتفال ببلوغ صاحب (خالتى صفية والدير) عامه الثمانين، وحسنا فعل الدكتور محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة حين قرر تنظيم هذه الاحتفالية التى أطلق عليها (ليلة فى حب بهاء طاهر)، وحسنا فعل الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة عندما أدار الليلة التى اختلطت فيها الذكريات القديمة بالأحلام الجديدة، وتعانق فيها حرير الأيام الخوالى بطموحات السنين المقبلة.
المدهش أن الذين تحدثوا أجمعوا على الدور المشرق الذى لعبه بهاء طاهر عندما كان يعمل فى إذاعة البرنامج الثانى، وكما قال فاروق شوشة فإن تاريخ هذه الإذاعة لم يكتب بعد، وليت الأستاذ فاروق نفسه يتولى مهمة كتابة تاريخ هذه الإذاعة لتعرف الأجيال الجديدة كيف يمكن استثمار الإعلام فى تنوير العقول وتنمية الذوق العام! كعادته دومًا تحدث الأستاذ حجازى برشاقته المعهودة ولغته المكثفة عن الوشائج التى تربطه ببهاء، وكم كان موفقا عندما لاحظ حجم التشابه بينهما فى العمر والمنفى.. فى عشق والديهما للآداب والفنون.. فى صحبتهما فى الخارج، لذا استحق الرجلان التصفيق الذى يليق بهما. وكالعادة أيضا استثمر الأستاذ عبد الله السناوى المناسبة وطالب الدولة أن تهتم أكثر بالثقافة والإبداع، لكن ما أحزننى هو اختيار قاعة ضيقة للاحتفال ببهاء.
أستاذ بهاء.. كل عام وحضرتك طيب.