محمد فودة

محمد فودة يكتب.. السيسى.. رئيس جمهورية «المصداقية» والمشاعر الإنسانية

السبت، 24 يناير 2015 06:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أحرص دائماً وعن قصد على عدم الكتابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى خوفاً من شبهة «التحيز» لشخص يستحق بالفعل أن ننحاز له، وأن نشيد به، وبما يحققه بشكل يومى من إنجازات على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى.. فقد كنت دائما أراهن على أن القادم سيكون أفضل، فالرؤى والاستراتيجيات التى يعتمد عليها الرئيس السيسى فى تحركاته هنا وهناك تشير وبما لا يدع مجالاً للشك أننا نسير نحو الأفضل بإذن الله.

ولكننى وفى أعقاب ما شاهدته ولمسته من تصرفات عفوية صدرت عن الرئيس فى الاحتفال بعيد الشرطة، وتقديرا لهذا الكم الهائل من «الإنسانيات» التى اتسمت بها كلمته التى ألقاها وعلى وجه الخصوص حينما كان يتحدث بشكل ارتجالى بعيداً عن سياق «الكلمة المكتوبة»، وقيامه أيضاً بتلك اللفتة التى كانت غاية فى «الإنسانية»، والتى تجلت من خلالها عفويته فى أروع صورها وهو يقبل رأس أم أحد الشهداء، وأيضاً هذا «الحنان الأبوى» على أبناء الشهداء فى إشارة قوية منه إلى أنه قد اعتبر نفسه أبا لهم جميعاً، فقد أشعرهم أنهم إذا كانوا قد فقدوا آبائهم الذين ضحوا بأرواحهم وهم يقومون بواجبهم فى حماية الدولة، فإن رأس هذه الدولة وهو الرئيس لم ولن ينساهم ولن يتخلى عن دوره كإنسان قبل أن يكون رئيسا لهم ولكل المصريين، فما كان منه إلا أن بادر بمنحهم هذا الحب الذى شاهده الجميع وهو يقف وسط هؤلاء الصغار وكأنه أراد التأكيد لهم ولنا أيضاً أنه سيظل قريباً منهم من منطلق إيمانه بأهمية ما قدمه آباؤهم من بطولات سيظل يذكرها تاريخ الوطنية المصرية، وستظل تجرى فى نهر العطاء الذى لن ينضب بإذن الله طالما فى مصر أمثال هؤلاء الأبطال من الضباط والجنود البواسل أبناء جهاز الشرطة الذى كان وما يزال وسيظل هو الحارس الأمين على أمن واستقرار الوطن.

نعم لقد كان لقاء الرئيس فى الاحتفال بعيد الشرطة نقطة تحول حقيقية جعلتنى أقرر على الفور الكتابة عن هذا الجانب الإنسانى فى شخصية الرئيس، فعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التى يطالعنا فيها الرئيس بتلك «الطلة» الإنسانية إلا أنه هذه المرة قد استطاع أن يمس القلوب بكل قوة وأن يحرك بداخلنا مشاعر فياضة لا أول لها ولا آخر، خاصة أنه وسط كل تلك المشاكل اليومية التى تحيطه من كل جانب، نجده حريصاً كل الحرص على التحدث بكل شفافية وإطلاع الشعب على أدق التفاصيل المتعلقة بكل القضايا التى ظلت لسنوات محاطة بسرية تامة وكأنها تخص شعباً آخر أو أنها موضوعات غير قابلة للتداول على الرغم من أنها تخص حاضر ومستقبل شعب من حقه أن يكون على دراية بما يجرى من حوله ومن بين تلك المشكلات الأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة ومسألة الدعم ومشكلة البطالة وغيرها من الموضوعات الشائكة، وهنا تبرز قيمة هذا النهج الذى يسير عليه الرئيس السيسى، والذى يتمثل فى سعيه الدءوب نحو إيجاد حلول جذرية لمشكلات مزمنة عانينا منها طويلا من منطلق قناعاته الشخصية التى تتمثل فى رفضه لـ «المسكنات» وعدم القبول بأنصاف الحلول بأى حال من الأحوال.

وعلى الرغم من هذا الإرث المثقل بالمشاكل، حيث إن الرئيس السيسى تحمل المسؤولية فى أعقاب حكم تلك الجماعة الإرهابية التى كانت على وشك تدمير مؤسسات الدولة وتفكيك هذا الكيان العريق لدولة فى حجم ومكانة مصر على المستويين الإقليمى والعالمى، إلا أنه وبتكاتف القوى الوطنية الحقيقية ووقوف الشعب ظهيرا سياسيا له اختار وبمحض إرادته أن يسلك الطريق الصعب وهو بناء دولة قوية تستند إلى العلم والعمل كركائز أساسية يفرضها الواقع بل يحتمها العقل والمنطق.

ولم تكن اختيارات الرئيس فى هذا الشأن مجرد شعارات جوفاء، بل جعلها وبكل صدق تتحول إلى حقائق ملموسة وإلى إنجازات «تسد عين الشمس» ويراها الجميع رأى العين، فها هى تحركاته على المستوى العالمى وقد أحدثت حالة من «الانبهار» الدولى بمصر الجديدة التى تتشكل ملامحها الآن وفق رؤى واستراتيجيات قائمة على احترام سيادة القانون وتوفير مناخ ملائم للاستثمار لجذب أكبر قدر من رؤوس الأموال العالمية وهو ما تجلى بشكل لافت للنظر فى مشاركته الفعالة فى مؤتمر دافوس بسويسرا بالتواجد على هذا القدر من الحفاوة الدولية له كزعيم ينهض بأمة بأكملها ولمصر كبلد يتخطى الصعاب بكل ثقة للحاق بقطار التطور الذى يقوده العالم المتقدم.. وأعتقد أن حضور الرئيس لهذا المؤتمر العالمى المهم سوف يسهم بشكل كبير فى تصحيح صورة المناخ الاستثمارى فى مصر أمام العالم. كما أنها ستكون فرصة جيدة للترويج للمؤتمر الاقتصادى المصرى والمقرر انعقاده فى مارس المقبل، خاصة أن مؤتمرا سنويا مثل مؤتمر دافوس يجمع رجال السياسة والشخصيات الاقتصادية البارزة، بالإضافة إلى رجال المال من مختلف أنحاء العالم.

أما تحركات الرئيس على المستوى العربى فقد أعادت الدور الريادى لمصر فى المنطقة العربية حينما وجد الأشقاء العرب فى مصر التى يرسى دعائمها الرئيس السيسى أنها هى الأمل، بل هى صمام الأمان للمنطقة بالكامل، خاصة مع حرص الرئيس على التأكيد مراراً وتكراراً بأن أمن مصر هو أمن دول الخليج وأن محاربة الإرهاب أمر يفرضه العقل والمنطق بعد أن تحول هذا الإرهاب الأسود إلى ما يشبه الكابوس الذى يهدد استقرار المنطقة بالكامل، واللافت للنظر أن زيارة الرئيس الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة ومن قبلها دولة الكويت حملت معا عدة رسائل موجهة إلى العالم أجمع وهى رسائل تؤكد فى مجلمها أن مصر قد عادت وبكل قوة إلى «حضن» الدول العربية الشقيقة وأنها ستقوم بواجبها التاريخى الذى تلتزم به دائما وأبداً تجاه الأشقاء العرب وليس أدل على ذلك من التعبير الذى أراه غاية فى القوة والذكاء والذى يقول فيه إن مصر لن تسمح بأى تجاوز فى حق أى دولة عربية شقيقة، مرددا كلمته الشهيرة «مسافة السكة»، وهى إشارة صريحة منه إلى أن مصر تضع كل إمكاناتها الدفاعية تحت تصرف الأشقاء وقت الشدائد، وأعتقد أن هذا التوجه ليس جديداً على مصر، ولكنه يأتى الآن على هذا النحو من القوة وسط تلك الأجواء «المشحونة» التى تعيشها المنطقة بالكامل.

وحينما أتحدث هنا عن حرص الرئيس على الاتجاه شرقا وغربا وعلى الاهتمام بما يحيط بالمنطقة العربية فإننى لا أغفل أيضا حرصه على التوجه نحو الداخل.. والنظر إلى مطالب البسطاء والمواطنين الذين ظلوا لسنوات محرومين من أبسط حقوقهم المشروعة والعادلة فى حياة كريمة داخل وطنهم.. فنجده إلى جانب قيامه بإطلاق العديد من المشروعات القومية التنموية وقد فتح آفاقا جديدة من التفاؤل بالمستقبل وما تحمله الأيام المقبلة من خير وبركة فى مجالات عديدة، بل على كل المستويات المعيشية.

وفى هذا الصدد أحب أن ألقى الضوء على تلك المشروعات النهضوية التى تم الإعلان عنها مؤخراً، وفى مقدمتها تطوير القرى الأكثر فقراً فى الصعيد والمحافظات النائية، وتطوير منظومة التموين والتى تستهدف فى المقام الأول وصول الدعم إلى مستحقيه وتجفيف منابع الفساد الذى كان قد استشرى فى كل مؤسسات الدولة وخاصة تلك المؤسسات المعنية بخدمة المواطنين والتى للأسف الشديد لم تكن تصل إلى من هم فى أشد الحاجة إليها بالفعل بينما كانت تقع فى يد أصحاب المصالح والمنتفعين.

لقد قلت من قبل بأننى لم يكن فى نيتى الكتابة عن الرئيس وعن انحيازه للبسطاء وحرصه على حل المشاكل المزمنة، ولكنه وكعادته استطاع أن يجبرنى على خوض تلك المسألة بل جعلنى حتى دون أن أرتب أفكارى أمسك بالقلم للتعبير عن تلك الحالة التى خلقها فى الشارع المصرى، وهى حالة حب حقيقية وليست من طرف واحد.. بل هو حب متبادل بين الطرفين، فالرئيس الذى يحب شعبه بكل هذا الصدق فإنه لابد أن يجنى ثمار ذلك بحب من جانب الشعب.. ولن أكون مبالغاً إن قلت إنه حب يصل إلى درجة العشق، نعم فإن المواطنين البسطاء يعشقون الرئيس بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو شعور أعتقد أنه لم يأت من فراغ وإنما هو تجسيد حقيقى لمرحلة فارقة فى عمر الوطن لم نشهد مثيلا لها من قبل.

لذا فإننى أقول وبلا تردد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يعد رئيساً لجمهورية مصر العربية وحسب بل أصبح أيضا رئيساً لجمهورية المصداقية والشفافية، وهى مسألة لا يمكن أن يختلف عليها اثنان، بل لا يمكن إغفالها بأى شكل من الأشكل، كما لا يستطيع أن يشكك فيها إلا شخص حاقد أو حاسد أو ناكر للجميل، فالرئيس على هذا النحو من العمل الإنسانى أراه قد أجبر معارضيه قبل مؤيديه على أن يحبوه ويحترموه كما ينبغى أن يكون الاحترام، وأن يضعوه فى المكانة المرموقة التى يستحقها عن جدارة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة