لا أعلم بعد مرور أربع سنوات هل 25 يناير أصبحت عيدا يجب أن نحتفل به؟، وهل تحقق من مبادئها وأهدافها شىء أم أن ثورة يناير أتت علينا بنتائج عكسية حتى الآن؟ للأسف حتى هذه اللحظة النتائج عكسية وبعضها كارثى وخصوصا فى المستوى الأخلاقى المتدنى فى الشارع المصرى وسقوط القيم والأخلاق الواحدة تلو الأخرى وظهور أسوأ ما فينا من عادات وتقاليد سيئة، هذه هى الحقيقة بلا رتوش أو تجميل.
وللأسف الكثير من الموظفين والعاملين بالدولة كانوا يرفعون شعارا مهما للغاية عقب سقوط النظام الأسبق وشخصياته ألا وهو (لو اتخرب بيت أبوك اجرى وخدلك منه قالب) وهو ما كان يعرف بالمطالب الفئوية وهى كانت بداية الانهيار الاقتصادى، مما أدى إلى ضياع 36 مليار دولار احتياطى نقدى وزيادة حجم الدين العام إلى حوالى 2 تريليون جنيه مصرى، بالإضافة إلى ضياع 25 مليار دولار مساعدات عربية ودولية خلال تلك الفترة القصيرة ومازال الاقتصاد يعانى من أوجاع بسبب كثرة المطالب وقلة العمل وتظاهرات الجماعة اإرهابية ومحاولاتهم التتارية لهدم البنية التحتية لمصر، فضلا عن تدمير السياحة فى بلد تملك أكثر من ثلث آثار العالم وتعتمد عليها بصورة كبيرة فى ميزانيتها.
الشكوى مستمرة وليست الثورة مستمرة، والسبب أننا أصبحنا محترفى الشكوى أكثر مما نعمل وأكثر مما نفكر فى مشاكلنا الكثيرة والتى لا حصر لها للأسف الشديد.
أيها الشعب المصرى العظيم حل مشاكلك جزء كبير فى يدك وأنت تسهم بسلوكك فى تفاقمه وهذه هى الحقيقه، والجزء الآخر فى يد السلطة وهى لابد أن تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بقدر المستطاع وفى ضوء الإمكانيات المتاحة.
بعد مرور أربع سنوات مازالت الشكوى مستمرة والانفلات الأخلاقى المتدنى موجودا وقلة العمل واحتراف الشكوى والبكاء والعويل من قبل الجميع، ومازال المواطن المصرى ينتظر، ولكن يركز على مطالبه وكيف يأخذ ولكن لا يريد أن يطلب منه أحد شيئا.. الأخلاق والثقافة تحتاج لثورة هى أهم من الاقتصاد ومن كل شىء.
سيادة الرئيس.. المواطن المصرى فى معظمه تم تدمير بنيته الأساسية من الأخلاق والثقافة ولا يمت بصلة لأسلافه السابقين، وعدت سيادة الرئيس إبان فترة حملتك الانتخابية بأنك مسئول عن الآداب والأخلاق فأرجو منك أن تعيد فى مدارسنا تدريس مادة (الأخلاق والمبادئ) مثلما كانت تدرس فى فترة الحكم الملكى فى مصر.. حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق.