تتميز العلاقات المصرية - السعودية دائما بنوع خاص من الحميمية تجعلنا بالفعل شعبا واحدا، وليس شعبين، فالسعودية هى الدولة الوحيدة التى يتمنى كل مصرى أن تكون مدفنه الثانى، خاصة فى مدينة الرسول الكريم وفى مكة المكرمة، وهذا السبب الروحانى دائما ما يكون حلم كل مصرى، السبب الثانى أن علاقات قيادات كلا الدولتين دائما متميزة، وجميعنا يعرف كيف وقف الملك فيصل رحمه الله مع مصر وسوريا فى حربهم ضد العدو الصهيونى فى حرب أكتوبر 1973 والذى تحدى فيه الإدارة الأمريكية والعالم الغربى كله بمنعه تصدير البترول لهذه الدول، فيما عرف بمعركة النفط والتى تواكبت مع حرب ـكتوبر العظيم، وهو الموقف الذى كان من أسباب انتصار العرب فى حرب رمضان العبور.
بالتأكيد هناك مواقف أخرى متعددة لحكام السعودية التى تعكس محبة المملكة لمصر، وكذلك محبة مصر للسعودية، ولم تنجح المكائد أن تنال بالعلاقات بين البلدين حتى عندما حاول بعض مراهقى يناير النيل من السعودية بعد القبض على أحد أعضاء حركة 6 إبليس "إبريل" أثناء محاولته إدخال مواد مخدرة للمملكة، حيث ذهب أحمد دومة ومعه بعض مراهقى يناير واستخدموا كل ماهو يسىء للعلاقات بين البلدين، ورغم ذلك لم ينل ذلك من علاقتنا المتميزة بين القاهرة والرياض، حيث رفض الملايين ممارسات دومة وإخوانه، ونجحت مصر والسعودية فى عبور هذه الأزمة الطارئة، وهو ما أكده الموقف السعودى المشرف لما قام به جيش مصر العظيم ضد حكم محمد مرسى الذى أساء للمصريين والعرب بسبب محاولته أخونة مصر والأقطار العربية، وهو ما جعل السعودية من ـول الدول التى باركت حركة الجيش ومظاهرات الغضب فى 30 يونيو 2013 ووقف خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز موقفا شجاعا ضد كل الدول التى حاولت النيل من مصر فى 30 يونيو، ووضع هذا الراحل العظيم كل إمكانيات المملكة تحت ـمر مصر شعبا وحكومة ونظاما، وهو موقف لن ينساه شعب مصر طوال عمره ولهذا خرج شعب مصر لتقديم واجب العزاء فى السفارة السعودية بالقاهرة، وبكى المصريون رحيل حكيم العرب الملك عبدالله والذى كان والدا ليس لأشقائنا فى السعودية، بل والدا لكل شعب مصر ولهذا جاء العزاء الشعبى لخادم الحرمين الراحل تعبيرا عن حب شعب مصر لحكيم العرب والمسلمين.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأسكنه فسيح جناته وجعل خليفته الملك سلمان بن عبد العزيز عونا لأمته الإسلامية والعربية وجعله عونا لشعب مصر الله آمين.
