بعد السنوات الأربع الدامية، وبعد الدروس واللطمات والعجائب التى مررنا بها، يمكننا أن نشير بقلوب مطمئنة على كبار اللصوص الذين سرقوا أجمل ثورة مصرية فى التاريخ الحديث، ليسوا لصوصا عاديين، لكنهم أعضاء عاملون بمافيا دولية تمتد من أفغانستان شرقا وحتى الولايات المتحدة غربا ومركزهم الأساسى فى القاهرة. مافيا جماعة الإخوان الإرهابية التى تكونت على غرار التنظيمات الماسونية السرية وطائفة الحشاشين الإسماعيلية، لها مستويات تنظيمية معلنة كما تعرفون، لكنها تمتلك تنظيما سريا مسلحا، من صفوة أعضائها المرتبطين عائليا والخاضعين لمجموعة كبيرة من اختبارات الولاء، تجعلهم فى مرتبة صفوة جنود الحشاشين الميدانيين وهم مجموعات «الفدائيين» الذين وصفهم الباحثون فى تاريخ الإرهاب بأنهم «أدوات تنفيذ الثارات والاغتيالات وأوامر الانتقام والترويع».
لصوص ثورة يناير، جاءتهم الفرصة بعد عقود من الكمون ليستعرضوا تنظيمهم الخاص وقدرته على التنسيق دوليا مع فروعه فى الدول العربية والإسلامية، فرأينا ألغاز الحرق والتدمير للمصالح العامة وأقسام الشرطة لتحول الثورة السلمية إلى عملية ثأر كريهة من أجهزة الداخلية ولتفسح المجال لشهور طويلة أمام انفلات أمنى مدروس وانكسار الروح القتالية لدى أفراد الشرطة، وهو الفراغ اللازم لحركة اللصوص حتى ينتشروا ويتوغلوا فى شتى مناطق الجمهورية.
رأينا اللصوص يحتكرون توزيع البوتاجاز أمام المساجد ويحولون الحصص التموينية إلى رشاوى مقننة يستخدمونها فى تدعيم مراكزهم شعبيا وفى الفوز بمقاعد مجلسى الشعب والشورى، ورأينا اللصوص أيضا يتعمدون تدمير وزارة الداخلية تحت الشعار الكريه الذى حمله محمد البلتاجى والذى تولى عمليا طرد أكفأ الضباط من الأجهزة الأمنية وتنفيذ ثارات الإخوان القديمة، كما حصل على أكبر قاعدة معلومات عن الضباط وأسرهم وأماكن سكنهم، وهو ما فتح الباب تاليا لعمليات الاغتيال لضباط الشرطة العاملين منهم والمتقاعدين.
وما حدث مع الشرطة، كاد أن يحدث مع سائر مؤسسات الدولة الفاعلة، ونذكر تصريح المرشد السابق مهدى عاكف عن طرد ثلاثة آلاف قاض مناوئين لحكم الإخوان، وإحلال طلاب الحقوق محلهم، وبالطبع سيحل محلهم أبناء الجماعة المختارين لأخونة القضاء، كما تعرضت القوات المسلحة لهجمات أبواق الجماعة وجرائم الإرهابيين المزروعين فى سيناء بعلم مرسى والشاطر وبديع، لكن قواتنا المسلحة، وكما اعتدنا منها صمدت واستطاعت تدمير أعداء الدين ولصوص الدنيا. وللحديث بقية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة