تحولت ذكرى ثورة 25 يناير إلى احتفالات شبيهة بالاحتفالات الشيعية يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم فى التقويم الهجرى، ويوافق ذكرى مقتل الحسين بن على، رضى الله عنه، فى معركة كربلاء.
وللذكرى عند الشيعة عموما، والاثنى عشرية، خصوصا شعائر وطقوس يمارسونها طوال الأيام العشره الأوائل من محرم، ومن هذه الطقوس، «التطبير» أى شج الرؤوس والأجساد بالسيوف والسكاكين، حتى تسيل الدماء بغزارة، مواساة للحسين، كما يقوم البعض بضرب أنفسهم بالسلاسل، ثم البكاء واللطم، والاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاد الحسين وأهل بيته، وتوزيع الماء للتذكير بعطشهم فى صحراء كربلاء وإشعال النار للدلالة على حرارة الصحراء.
ممارسة هذه الطقوس، الدامية، عند الشيعة، والتى تؤدى فى بعض الأحيان إلى الموت، نقلها كهنة ثورة 25 يناير، لممارستها فى إحياء ذكرى الثورة، من خلال تجييش الشباب المغيب ضد مؤسسات الدولة والدفع بهم فى مظاهرات عنيفة، ثم يندس بينهم عدد من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية لتأجيج وشحن المتظاهرين ومطالبتهم بارتكاب العنف، ومحاولة اقتحام المنشآت العامة، والاشتباك مع الأمن، فيسقط الأبرياء، وتسيل الدماء، وهنا يخرج المتاجرون، للمزايدة، ومحاولة قلب الحقائق.
اللافت فى الأمر، ومن خلال قراءة لعدد من الوقائع والأحداث منذ 25 يناير وحتى مساء أمس الأول، يتبين أن نفس الوجوه المحرضة من عينة قيادات 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، واتحاد ملاك الثورة، والسياسيين الفشلة، لا تصاب بجرح واحد، فى حين الذى يسدد فاتورة هذا العنف الممنهج، الأبرياء، ثم يبحثون عن جنى ثمار المغانم وثمن الدماء التى سالت، والأرواح البريئة التى صعدت للسماء.
أيضا أن هذه الوجوه التى تحاول باستماتة كبيرة السيطرة على المشهد، يضربون بكل التحديات، والمخاطر الكبرى، والنار المشتعلة على حدود مصر، التى تهدد الأمن القومى بمفهومه الشامل، عرض الحائط، وأن كل اهتمامهم ينصب فقط، نحو قصر الاتحادية، وكأنها مغنم، وتورتة لابد من تقطيعها وتوزيعها، إلى حصص وأنصبة، ولا يدركون أن الدولة إذا سقطت، لن يطولوا «بلح الشام ولا عنب اليمن»، وأنهم سيسددون فاتورة باهظة الثمن من حياتهم وحياة أسرهم وأبنائهم.
معظم الشعب المصرى، فى 27 محافظة، بجانب المقيمين خارج البلاد، ساهم ما يفعله هؤلاء القلة الشاردة، الباحثة عن التخريب، والبحث عن المغانم، على جثث وأشلاء الأبرياء، وأصبحت ذكرى 25 يناير، بمثابة عاشوراء يُسال فيها الدماء بكثافة وغزارة، وبدلا من أن تتحول إلى ذكرى عطرة، أصبحت ذكرى سيئة، الجميع يضع يده على قلبه خشية سقوط أبرياء وضحايا جدد.
دندراوى الهوارى
ذكرى «ثورة يناير» تحولت إلى احتفالات «شيعية».. كلها دم
الإثنين، 26 يناير 2015 12:05 م