1 - بين الداخلية والإخوان خلاف لا ينتهى، وصفة واحدة مشتركة، كلا الطرفين متمرس جدًا فى إطلاق الوعود التى لا تعرف طريقها للتنفيذ، الطرف الأول دائم الوعد لجمهوره بأن القوة الطريق الوحيد للاستقرار، والطرف الثانى دائم الوعد لأنصاره وأتباعه بعودة مرسى إلى القصر بعد صلاة العصر.. أى عصر، وأى قصر؟!، لا يحدد.. المهم أن يسير القطيع فى الاتجاه المرسوم سلفًا.
2 - مع كل ذكرى سواء كانت لنصر أكتوبر أو لـ 25 يناير أو حتى لعيد ملكة جمال البطاطس يتفنن الإخوان لإفساد حياة المصريين، فى حفلة انتقامية اعتدناها من الجماعة الإرهابية بعد إزاحتهم من السلطة فى 30 يونيو 2013، وفى الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير أراد الإخوان العودة إلى ركوب موجة الثورة التى أهدروها وأضاعوها فى سبيل حلم التمكين الساذج بعد وصول مرسى للحكم، ولأن السلطة لدى الإخوان أهم من الأرواح والأوطان، كان طبيعيًا أن ينشروا الفوضى فى الشوارع، ويحملوا السلاح لمواجهة المواطنين، وينشروا صور ضباط الشرطة والإعلاميين والقضاة لاستهداف منازلهم وأسرهم، فى تأكيد جديد على أن الدولة المصرية تواجه حربًا مع عصابة، وليس مع تيار سياسى، أو جماعة دعوية كما يدعون.
3 - يريد الإخوان من الدماء التى تسيل فى الشوارع مزيدًا من الروايات التى ينشرونها بين أنصارهم للحفاظ على الصف متماسكًا، حالمًا بترنح الانقلاب وعودة مرسى للقصر.. الواقع يقول إن الأخ يستيقظ من نومه وقبل أن يقرأ ورده الصباحى يسأل عن آخر أخبار الانقلاب، ودومًا تأتيه الإجابة من صفحات الإخوان على «الفيس بوك»، ومن رسالة الأخ المسؤول عنه، ومن شاشة «الجزيرة»، ومن زوجته، إن كان متزوجًا، ومن قيادات الجماعة فى السجون، أو تركيا، أو قطر، أو لندن.. كلهم يهتفون فى صوت واحد: «الانقلاب يترنح»، ومن أجل هذا كانوا يريدون للمطرية أن تتحول إلى بؤرة دم .
فعل الإخوان منذ 3 يوليو 2013 حتى الآن كل شىء من أجل ترويج سلعة «بايرة» تحت عنوان «الانقلاب يترنح»، أغانى لحنوها ورددوها ورقصوا عليها فوق منصة رابعة، مسيرات ولافتات وعملوا، بنات من غير حجاب وبفيزون جابوا، وطلعوهم فوق المنصة، الجزيرة وحفظوا كل مذيع وكل ضيف أن يهتف مع الجميع: اطمئنوا الانقلاب يترنح، حتى أردوغان حفظوه الجملة بالعربى والتركى، فقالها بدون وعى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
شهور من الكذب المتواصل.. مرسى راجع القصر بكرة العصر، سيمرّ السبت، وتأتى المفاجأة يوم الأحد، الانقلاب إلى زوال، السيسى تم اغتياله، الجيش انشق، وأخيرًا التكرار المستمر لفكرة ترنح الانقلاب.. يريد الإخوان من البسطاء أن يدعموهم، أو يقفوا معهم صفًا واحدًا فى مواجهة السلطة الجديدة، دون أن يخبرهم شخص إخوانى واحد عن المعطيات التى تدفع الناس للإيمان أو التصديق بقدرة هذه الجماعة على فعل أى شىء سوى الفشل، ثم تخمير هذا الفشل وتحويله إلى قصة حزينة تزينها دراما تخيلية عن الاضطهاد والظلم.
4 - يا فضيلة المرشد، يا مهندس خيرت، يا دكتور بلتاجى، يا جهاد يا حداد، يا أبوإسماعيل، يا أم أيمن، يا عبدالمقصود، يا عصام يا عريان، يا صفوت يا حجازى، أخبروا الناس بشجاعة أنكم تافهون وكاذبون، تبيعون الوهم للغلابة والبسطاء عن الترنح والزوال حتى رزقكم الله بمشاهد دخول السيسى إلى القصر الرئاسى وسط ترنح الملايين رقصًا على أنغام فرحة بزوالكم، وهمهمات فى سر الشباب تلعن طمعكم الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه.
الآن باتت حقيقة الإخوان أوضح، هم يزرعون العبوات الناسفة فى قطارات وشوارع الغلابة، لم يعد الأمر ثأرًا بين الإخوان والظالمين، كما يروج أبناء الجماعة، أو يسعون لتنويم ضمائر أتباعهم، هم ينتقمون من الشعب المصرى الذى أزاحهم من السلطة، وفضح ضعفهم وفشلهم، ودمر أحلامهم فى الاستحواذ والسيطرة.. لذا وجب تذكير الإخوان بأصل نبتتهم.
5 - يحب الإخوان حسن البنا، يرونه إمامهم ومرشدهم الأعلى والأول، ويؤمنون بأنه مجدد القرن الماضى، ولن تجد إخوانيًا قادرًا على الاعتراف بأن حسن البنا ينطق عن هوى، واستنادًا لهذا المبدأ الإخوانى الصميم يصبح كل إخوانى مشارك فى أعمال الاغتيالات والتفجيرات ضد الدولة المصرية بالتنفيذ أو التحريض أو التمويل أو المساعدة أو الشماتة خارجًا عن ملة الإسلام.. هكذا كانت فتوى حسن البنا لا أحد آخر، قال نصًا عقب أحداث عنف استهدفت مسؤولين فى الدولة مثل التى يتفاخر الإخوان بفعلها الآن: «من الواجب إعلان أن مرتكب هذا الجرم الفظيع وأمثاله من الجرائم لا يمكن أن يكون من الإخوان ولا من المسلمين؛ وإنى لأعلن أننى منذ اليوم سأعتبر أى حادث من هذه الحوادث يقع من أى فرد سبق له اتصال بجماعة الإخوان، موجهًا إلى شخصى، ولا يسعنى إزاءه إلا أن أقدم نفسى للقصاص، وأطلب إلى جهات الاختصاص تجريدى من جنسيتى المصرية التى لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء».
انتهت فتوى حسن البنا السياسية والدينية، والذى استخدم فيها نفس المصطلحات التى يستخدمها الإعلام فى وصف الإخوان المسلمين عقب كل عملية اغتيال أو تفجير إرهابى، فهل يجرؤ الإخوان على وصف حسن البنا بما يصفون به الإعلام الآن؟ هل يجرؤ الإخوان أصلًا على أن يقرأوا بيان البنا الشهير عقب كل عملية إرهابية يصفقون لها، أو يشمتون فى ضحاياها أو يدعمونها بالمال؟.. أعتقد لا، لأن أحدًا فيهم لا يريد أن يتهم البنا بالضلال والخيانة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
من قتل شيماء الصباغ و ضحايا المطريه و عين شمس؟
الأخوان و الدستور و التيار الشعبى أيد واحده >> مال أجهزه المخابرات هو مولاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
صابر ثابت
الخلاف الجقيقى
عدد الردود 0
بواسطة:
gamal abdo
متى «يشتم» الإخوان مولاهم «البنا»
عدد الردود 0
بواسطة:
متابع
ليه تم تجاهل التعليق ؟ و أيه الضرر من نشر تعليق مخالف .مش لازم نبقى كلنا نسخه واحده يالكربون