كل عام، تنتظر هذا اليوم، بالضبط فور أن ينقضى اليوم نفسه من العام السابق. حين ينتهى اليوم وينسى كعادته، تقرر أنها لن تنتظره مجددًا، ولكن.. بعد أيام حين يعدها أنه فى العام المقبل لن ينسه أبدًا، تشتعل بالأمل ثانية، وتبدأ فى انتظار يطول عامًا كاملاً.
دقات الساعة اللعينة تحرقها، كل دقيقة تراودها فكرة، كل دقيقة تقرر فيها ألف قرار، من بينهم أنها ستتركه، وأنه لم يعد يحبها، وأنه لم يعبأ بها أبدًا، وأنها حمقاء.
كل مرة يرن فيها الهاتف يعرف قلبها معنى قسوة الخيبة بعد اشتعال الأمل، معايدات أصدقائها تتحول من سبب لسعادتها لمحفز قوى لدموعها. حتى معارفها، حتى أولئك الذين لا تذكر أصلاً كيف عرفتهم، يتذكرون، يخبرهم "الفيسبوك" نعم، ولكن هو أيضًا لديه حساب لعين عليه يذكره بطوب الأرض إلا هى!
أحيانًا تفكر أنه يتعمد أن يحرق قلبها لسبب لا تعرفه، يتعمد أن يتجاهلها للانتقام منها للسبب نفسه، تقرر أن لا تهتم، الجميع يحبونها، هو لن ينقصها ولن يزيدها، تبكى وهى تعترف لنفسها، أنها تحبه، أن الجميع فى كفة وهو الميزان كله، أنه بالفعل وحده الذى "ينقصها".
بعد أيام، يتصل، يلعن نفسه، يعتذر، يعدها أن يتذكر فى العام المقبل، يلعن نفسه مجددًا، ويبكى، يرق قلبها، فتبكى لأجله، يخبرها أنه يكره نفسه، فتنهار آخر خطوط مقاومتها، تخبره أنها حقًا لا تهتم، تقسم له أن يوم ميلادها الحقيقى يوم التقته، يهدأ، فتهدأ، يتكلمان فى أى موضوع، يغلق الخط، تبكى بحرقة.. هو حين تذكر فعل/ قال كل شيء، ولم يقل "كل سنة وانتِ طيبة"! .
قصة قصيرة من المجموعة القصصية "حكايا السمراء" للقاصة سارة درويش والمشاركة فى معرض الكتاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة