من رحمة الله بمصر وشعبها أن لها جيشًا يدرأ الفتن، ويحفظ الأرواح والممتلكات، بجانب قوات الشرطة الباسلة التى لا تبخل بالشهداء الأبرار، واستطاعت المنظومة الأمنية القوية أن تتصدى لأعمال العنف والتخريب والإرهاب من جماعة أصابها السعار منذ الأحد الماضى، وبدلًا من أن تحتفل البلاد بالذكرى الرابعة لـ25 يناير، جعلوها يومًا أسود فى تاريخهم، ولم تترك قنابلهم القذرة مكانًا إلا ودنسته، ولجأت إلى الانتقام الجماعى من الشعب المصرى كله بأعمال قذرة، مثل حرق القطارات، وزرع القنابل فى المحاكم، والميادين، وأبراج الكهرباء، والممتلكات العامة، بهدف إسقاط أكبر عدد من القتلى والجرحى، وترويع المجتمع كله، وبث الخوف والرعب فى النفوس، وتصدى لهم شعب عظيم لا يخاف ولا يجبن، وكان البطل الحقيقى الذى خرج فى 30 يونيو، لينقذ بلاده التى كادت أن تسقط تحت أقدام الإخوان وحلفائهم والمتعاطفين معهم، واستعصى عليهم جيش مصر وشعبها، ولولا ذلك لكنا مثل العراق أو سوريا أو اليمن أو ليبيا.
جيش مصر اشترى مصر وشعبها، وباع أعداءها من المتسلقين والانتهازيين والمتآمرين، وآه لو نطق الصامتون بما لديهم من أسرار، لعرف هذا الشعب الطيب حجم المؤامرة التى كانت تستهدفه بمخططات أجنبية وأيد مصرية، ولعرف أيضًا مقدار الصبر الذى يتحلى به، صبر الواثق من إمكانياته، وقدرته على الإمساك بزمام الأمور، والارتفاع عن الصغائر، والعبور بالوطن إلى بر السلام بأقل قدر من الخسائر، وهذا الجيش هو الذى يمهد الآن لعودة الأمن والاستقرار، واستعادة هيبة الدولة، وتمهيد الأرض لنهضة تنموية شاملة، يقطف ثمارها ملايين المصريين الأكثر عوزًا واحتياجًا، فلن تنهض مصر، ولن يشعر الناس بالتحسن إلا إذا دارت عجلة الإنتاج، وامتدت يد البناء والتعمير لكل أنحاء البلاد.
هؤلاء الإرهابيون لا وطن لهم، إنما هم مرتزقة للإيجار، ويهيمون على وجوههم لمن يدفع لهم، وتصوروا فى غفلة من الزمن أن مصر يمكن أن تصبح وطنًا للإرهابيين بعد أن فتح لهم المعزول الأبواب على مصاريعها، ومنحهم الرعاية والحماية ليكونوا جيشه فى مواجهة جيش مصر، وشعبه فى مواجهة شعب مصر، وهم لا يعتبرون مصر بلدهم، وشعبها ليس شعبهم، ولا يهمهم أن يسقط الضحايا بالعشرات والمئات، فكل الشعب أعداؤهم، ويصور لهم خيالهم الدموى المريض أنهم يحررون بلدًا من شعبه، وأن المواطن البسيط الذى يقتل أو يجرح هو من الأعداء، وأن فى استطاعتهم أن يقهروا 90 مليون مواطن، ويحكموه بالنار والحديد.
وهؤلاء الإرهابيون لا دين لهم، وأقسم بالله العظيم أن أسوأ الغزاة فى التاريخ لم يفعلوا بمصر وشعبها كما يفعلون، وهم أسوأ من شياطين «داعش» و«زامل» و«بيت المقدس»، ولم يكن مستبعدًا أن يفعلوا فى المصريين مثلهم، فيقتحمون المستشفيات، ويقتلون المرضى كما فعلوا فى العراق، أو يلعبون برؤوس القتلى الكرة، ويختارون حكم المباراة من أحد الذين عليهم الدور فى القتل كما يفعلون فى سوريا، أو يقيدون المرأة التى ترفض جهاد النكاح فى ميدان عام، ويطلبون من أنصارهم رجمها بالحجارة، وهم يصيحون «الله أكبر.. الله أكبر».. الأحد 25 يناير كان يومًا أسود فى تاريخ الإخوان، لأنهم يريدون أن يروعوا شعبًا يحب الحياة، ويتطلع إلى مستقبل رائع تسود فيه الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم جاءوا من كهوف الماضى بملابسهم الرثة، ولحاهم المنكوشة، ووجوههم العابثة، ويريدون استرجاع عصر السياف الذى يقطع الرؤوس ويعلقها على أعواد المشانق، وينكل بالجثث، ويستبيح النساء، ويشرب الدماء فى كؤوس الانتقام، ومصر بلد الإسلام دين السماحة والوسطية والاعتدال والمودة والرحمة، وستظل ذلك رغم أنف الإرهاب والإرهابيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة