هل يمكن أن يتوب الإخوان وأن يوقعوا إقرارات بأنهم كانوا على خطأ فى مهاجمة الأبرياء بالسلاح، وقتل ضباط وأفراد الشرطة، وتهديد القضاة، ومحاولة تنفيذ عمليات اغتيال بحقهم، وزرع القنابل فى محطات الأتوبيس والسكك الحديدية وأمام دور السينما وفى الميادين؟
هل يمكن أن يتوب الإخوان عن عمليات التخريب داخل الجامعات، وتهديد العملية التعليمية وإحراق سيارات الأساتذة، والدعوة للفكر المتطرف الذى يجيز العنف والخروج على النظام والسعى لإسقاط الدولة؟
هل يمكن أن يتوب قيادات الإخوان فى السجون بعد أن قتلوا وأحرقوا ومازالوا يوجهون ويعطون الأوامر بالقتل والتخريب والتدمير؟ أم أنها مناورة جديدة لقيادات الجماعة الإرهابية التى تموت وتدخل البرلمان، وتحاول أن تقدم أى شىء، كما قلنا من قبل، للفوز بعدة مقاعد برلمانية والعودة من جديد لأضواء السياسة!
ما أعرفه أن للتوبة شروط، أولها التوقف عن ارتكاب الأفعال المؤثمة شرعا وقانونا، والإعلان عن القطيعة مع هذه الأفعال وتجريمها وتجريم من يأتيها، فكيف يتوب الإخوان إذن وما زالت عناصرهم المجرمة تجوب الشوارع بالقنابل والأسلحة لإثارة الفزع، وتصوير البلاد وكأنها فى حالة حرب أهلية على غير الحقيقة لمنع الاقتصاد من التعافى؟
كيف يتوب الإخوان وقنواتهم الممولة من أعداء هذا البلد ومن التنظيم الدولى ترتمى فى حضن أردوغان الذى يعلن عداءه لمصر ومسؤوليها فى كل مناسبة ولا يتورع عن التطاول عليها؟
الأهم من ذلك، هل يجوز قانونا أن يتوب من تلوثت أيديهم بالدماء وارتكبوا جرائم فى حق البلد والشعب؟ وأن يتصورا أن توبتهم تمنحهم صكوك البراءة من الجرائم التى ارتكبوها؟
القانون لا بد وأن يأخذ مجراه، ولا يمكن لأحد أن يتصور إفلاته من العقاب لمجرد توقيعه على ورقة يعلن فيها توبته عن الجرائم التى ارتكبها، متصورا أن التصالح مع الدولة بنية صادقة أو كاذبة يمكن أن يكون سببا فى نجاته، بينما اللهو الخفى يخرب ويدمر ويقتل!
ليعلن الإخوان توبتهم، بشرط أن يتوقفوا عن القتل والتدمير أولا، وأن يتوقفوا عن التحريض ثانيا، وأن يوقفوا عملية الاستقطاب السياسى فى المجتمع، وأن يؤدى كل من تلوثت أيديهم بالدماء أو تورطوا فى عمليات تخريبية، العقوبة القانونية، وساعتها يمكن أن نبدأ على نضيف، باعتبار الإخوان مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات بحكم الدستور والقانون.