أظنها المرة الأولى التى تصدر فيها المحكمة الاقتصادية «استئناف» حكما بتعويض كاتب تعرض منجزه الإبداعى للسطو والسرقة، الأمر الذى يعزز فكرة ضرورة الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية التى ينادى بها المبدعون والفنانون منذ زمن بعيد. الحكاية كما نشرها موقع «اليوم السابع» «الأول من يناير 2015»، تتلخص فى أن الكاتب الصحفى أسامة الألفى كان قد أصدر كتابًا بعنوان «لماذا أسلموا؟» قبل سنوات، وفى عام 2009 رفع المحامى بالنقض هشام الألفى بصفته وكيلا عن الكاتب دعوى أمام المحكمة الاقتصادية بالقاهرة متهمًا المدعى عليه الدكتور حسام عقل الأستاذ المساعد بكلية التربية، جامعة عين شمس بالسطو على عنوان ومضمون الكتاب وتحويله إلى برنامج حوارى على قناة «الرحمة» الفضائية مطالبا بتعويض قدره نصف مليون جنيه.
المهم بعد جولات طويلة ومشاكسات قانونية حصل أسامة الألفى على حكم لصالحه يقضى بتعويضه بمبلغ ربع مليون جنيه، وهو أكبر مبلغ أصدرته محكمة مصرية بشأن قضية تتعلق بالملكية الفكرية.
ما يهمنا بعد هذه القضية أن نسعى لإصدار قانون صارم من مجلس الشعب الجديد يعاقب بشدة سارقى الأفكار والنصوص، حتى لا يصاب المبدع بالإحباط والقهر إذا اكتشف أن هناك من يسرق خياله، ويقتنص خلاصة جهده الذهنى والعصبى والنفسى.
وفى الوقت نفسه علينا العمل على فضح ومعاقبة من يبحثون عن الشهرة عن طريق طريق رفع القضايا والزعم بأن إنتاجهم الإبداعى قد تمت سرقته، حتى لا يصير المبدع الجاد عرضة لمكائد ضعاف النفوس المحرومين من نعمة الموهوبة، الذين لا يعملون ويؤذى نفوسهم أن يعمل الناس كما كتب الدكتور طه حسين فى إهداء كتابه «حديث الأربعاء».
لعلك تعلم أن الأفكار تتوارد، ومن الجائز أن يشترك اثنان فى ابتكار فكرة واحدة ليس بينهما فروق كبيرة، وبالتالى أظن أنه من المناسب أن يعمل المبدعون من خلال تجمعاتهم الأهلية «اتحادات/ نقابات/ مؤسسات المجتمع المدنى» على وضع تصور واضح ومحدد لمفهموم الملكية الفكرية، وما الذى يندرج تحت بند السرقة الأبدية أو تحت توارد الخواطر وتشابه الخيال.
أما الشكر كله فللأستاذ أسامة الألفى على جهده وصبره لفضح لصوص الأفكار.