«لو» كلمة من حرفين ولكن هناك ما هو قبلها وما هو بعدها، فهى أحياناً للإنذار المبكر مثل لو فعلت كذا فسيحدث كذا، وهى أحياناً للتنبيه على ما فات ولكن بغرض التعليم لما هو قادم، وما أحوج مصر الآن قبل أى وقت آخر لكى نرفع فى وجهنا جميعا لافتة لأكبر «لو» شهدها العالم.
لو أن فتاة مصرية وأما صغيرة هى أم بلال الشهيرة بشيماء الصباغ اكتفت بدورها كأم وزوجة وابنة وقالت أنا مالى يكش تولع ربما كانت الآن تلعب مع ابنها ذى الأربعة أعوام فى أحد نوادى الإسكندرية، لكنها لم تفعل بل قررت أن تكون فاعلة فى مجتمع صاخب حائر لا يعرف الفرق بين القاتل والمقتول....... لو...
لو أن قوة الشرطة التى كانت تقف فى شارع طلعت حرب انتظرت ولم تلق قنابل مسيلة للدموع على عشرين ثلاثين نفرا، حتى جاءها رئيس الحزب يستأذنهم فى السير أو الانصراف دون مشكلة..... لو...
لو أن اليد التى أطلقت على شيماء رصاصة خرطوش قد شُلت قبل دقائق من إطلاقها.... لو....
لو حين أصيبت شيماء كان حملها قائد الشرطة الموجود وطلب لها الإسعاف أو أخذها فى سيارة الشرطة لأقرب مستشفى بدلاً من زميلها الذى جرى بها فى الشوارع حائراً ماذا يفعل...... لو...
لو أن اللحظة التى أُعلن فيها موت شيماء خرج وزير الداخلية فى مؤتمر صحفى يعلن فيه موت مواطنة مسالمة ويقول اسمها ولا يقول كما قال بعد أيام حادث طلعت حرب وكأن اسم أم بلال أو شيماء ثقيل على لسانه.... لو أنه أعلن أن تحقيقا فوريا يجرى بدلاً من انتشار المتحدثين باسم الداخلية على البرامج المختلفة التليفزيونية والتسرع فى النفى.... لو أنه أعلن أنه أيا كان القاتل منهم أو من غيرهم فسيُقدم للمحاكمة..... لو.....
لو أن المبرارتية أمام الكاميرات جاءتهم تعليمات بأن يصمتوا بتعبير أدق يخرسوا شوية ويعلنوا أنهم وغيرهم سينتظرون التحقيقات ليعلنوها للشعب وأن المهم أن القاتل يحاكم ليتأكد كل عابر سبيل أننا فى دولة قانون يسرى على الكل، الكبير والصغير، الضابط كما البلطجى، والأفندى كما الباشا....لو....
لو أن الصحف القومية المعبرة عن الدولة خرجت من دون عنوان الإخوان يتاجرون بدماء المصريين، فكلنا نعرف هذا وهو خبر قديم وفصلت بين خبر مقتل شيماء وإرهاب الإخوان....لو....
لو أن هؤلاء المذعورين مما تفعله جماعة الإرهاب فى مصر والخائفين بصدق عليها ولكنهم متوترون، فصلوا ما بين مقتل مواطنة مسالمة وما بين الإرهاب، وكفوا عن استخدام كلمة مش وقته لأن اختلافنا كبشر هو سنة الحياة....لو...
وفى شأن آخر لو أن كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون لم يكتشفها وظلت فى الأرض مختفية عن الأحفاد لأننا لا نستحقها وما سرقها أحد حتى الآن...لو...
ولو أن وزير الآثار حين عرف بمشكلة قناع توت عنخ آمون منذ البداية، طالب اليونسكو أو مؤسسة عالمية بتشكيل لجنة لفحصه وتحديد أسلوب الترميم...لو...
ولو أن وزير الآثار حتى بعدما حدث لذقن الأمير الصغير من كارثة، صرح بالخطأ وأعلنه بنفسه قبل أن تكشفه صحف العالم المتخصصة ولم يقل إن الصور فوتوشوب...لو...
ولو أن وزير الآثار أقر بالخطأ ولم يخرج يدافع عنه كما فعل ببجاحة مفرطة....لو...
لو أن هذا البلد والمسؤولين فيه يلتزمون بالحد الأدنى من الحفاظ على الأحياء ويحترمون الأموات....لو....
اللهم اكفنا الشياطين وشرهم و«لو» التى تأتى بهم وبأعوانهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لو الميزان معدول لعاش الكل فى سلام وامان
بدون