فجأة وبدون مقدمات اهتزت القلعة البيضاء.. خطف الأهلى مؤمن زكريا فى لمحة بصر بحركات ساحرة لمسؤولى الجزيرة، وفى غفلة من الإدارة الزملكاوية، وبعدها بساعات قليلة فجّر البرتغالى باتشيكو قنبلة الهروب المخطط، ومجلس الزمالك لا يدرى ماذا يفعل، اللهم إلا محاولة جمع الأشلاء وتهدئة الجماهير التى انفزعت، وبدأت تشعر بأن حلم استعادة درع الدورى فى طريقه إلى كابوس مفزع، وبسيناريو أفظع من السنوات الماضية.
الأحمر لا يقتنع بالسحر والدجل، لكنه يخطط دائمًا للأمد الطويل.. تولى محمود طاهر قيادة الأهلى، وتلقى عدة صفعات بيضاء فى انتقالات الصيف، وتحمل الضغوط لأنه رجل يخطط، وكان يحاول فهم ما يدور فى أول سنة رئاسة للأهلاوية.. وسكت طاهر قليلاً ثم بدأ يخطط للرد بهدوء.. وبهدوء استعاد سحر العيون الحمراء وخطف مؤمن زكريا.. وبسحر المبادئ الحمراء رفض المساس بالجهاز الفنى بقيادة الإسبانى جاريدو عندما خسر برباعية من الاتحاد السكندرى، وسحر التقاليد الصالحاوية لا يخرج للإعلام ولا يهاجم ولا ينتقد، لكنه يفكر ويحل بهدوء.. هذا هو الأهلى البطل.
والعكس فى ميت عقبة، عشوائية وارتباك لا مبرر لهما.. مؤمن زكريا اختار الأهلى، اختار الفلوس الأكثر، اختار أشياء أخرى، مفيش مشكلة لاعب ويرحل، ولا توجد مشكلة، هناك البدلاء الأفضل، والطبيعى أن يتقبل المجلس الأبيض الأمر بغضب، لكن بدون قرارات انفعالية أو تجريح فى أحد، لأنهم لم يتحركوا للحفاظ عليه، وأيضًا لأنهم لا يمتلكون ثمنه فى ظل الأزمة المالية.
وكمان باتشيكو رحل لأنه شعر بعدم الأمان والخوف من انفعالات وغضب الرئيس الأبيض، وهنا لا مجال للبكاء، الزمالك لن يستمر فيه مدربون مادام الحساب بالقطعة.. وبالاقتناع بأن عدم الاستقرار هو السمة التى تحكم التعامل مع الأجهزة الفنية، يكون أمامنا حل واحد هو البحث عن كونسلتو دجالين للتعامل مع جامايكا، والسحر الأحمر الذى يقتنص البطولات، ويعمى العيون.
الهدوء دائمًا يساعد على اتخاذ القرارات السليمة، والغضب والعصبية دائمًا يقودان للقرارات الخاطئة، الأهلى نظام مؤسسى ناجح لا يعتمد على الأفراد.. جاءت ثورة 25 يناير، وانهار العديد من المؤسسات بالدولة، لكن الأهلى ظل صامدًا، مفيش دورى ولا مسابقات، والأحمر يفوز بالبطولات الأفريقية لأن لديه نظامًا معروفًا ينفذه الجميع.. يرحل الفريق مرتجى، ويأتى صالح سليم يحصد البطولات ويرحل، يأتى حسن حمدى ويرحل، ويأتى محمود طاهر ويتعلم ويعرف الطريق، ويستمر فى نفس الطريق للنجاح، فى الزمالك الوضع مختلف، عدم استقرار متوارث، ونزاعات مستمرة دون مبرر، هذا المجلس يضم شخصيات محترمة كثيرة لا غبار عليها، بدأوا فى العمل بهدوء، وحققوا نجاحات إنشائية، والبداية الكروية كانت رائعة بصفقات متميزة وجهاز فنى يقوده التوأم حسام وإبراهيم حسن، لكن فجأة العفاريت اقتحمت ميت عقبة، وعدم الاستقرار مستمر، والزلازل لا تتوقف، ولا أحد يدرى متى يعود الهدوء للقلعة البيضاء.. وكأن سحر الأهلى مكتوب عليه يقهر الدجل فى الزمالك.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
fayez
لكن برضه