بكل أريحية، وبضمير مستريح، يمكن لنا الاعتراف بأن الجهة الوحيدة التى تعمل بكل جهد وضمير حى ويقظ، هى «مباحث الآداب».
ففى الوقت الذى ارتضت فيه كل أجهزة الدولة الرسمية، بأن تجمد ضميرها، وأصبحت أداة معوقة فى طريق انطلاق عجلة التنمية، فإن مباحث الآداب كانت تبذل جهودا خرافية، فى المراقبة والرصد لشبكات الآداب، وتمكنت من ضبط شبكات الشواذ الرجالى فى الحمامات الشعبية، وفى المراكب والسفن النهرية، والشقق المفروشة فى المناطق الراقية.
وتجلت قدرة مباحث الآداب، واستطاعتها فى فك أعقد الألغاز التى أحاط بها زعماء شبكات الآداب، أنفسهم، والتوصل إلى حقيقتهم، وحقيقة الشخصيات التى ظهرت فى فيديوهات على موقع «اليوتيوب» والتى كانت تحرض على ممارسة الرذيلة وذلك فى ساعات قليلة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، «ملوكة الدلوعة»، هذا الرجل الشاذ الذى تحول شكلا إلى فتاة ساقطة، ورغم صعوبة هذه القضية، إلا أن مباحث الآداب، تمكنت من القبض عليه. أيضا تجلت قدرتها فى ضبط «عناتيل» الغربية، الواحد تلو الآخرى وبسرعة مذهلة، فاقت كل التوقعات والتصورات، ويمكن الجزم أن نجاح مباحث الآداب، فاق المعدل العالمى فى الرصد واكتشاف الجريمة وسرعة القبض على المتورطين.
الحقيقة أن كل المؤسسات الرسمية منها وغير الرسمية، أبت أن تُعلى من شأن فضيلة العمل، وبذل الجهد فى سبيل تذليل كل العقبات والمعوقات التى أدت إلى إصابة الدولة بشلل رباعى تنتظر يد العون والمساعدة من الغير، والحصول على الفتات لسد جوع مواطنيها، بالرغم من المحاولة الحثيثة التى تقودها الرئاسة فى ثوبها الجديد، لمنح هذه الأجهزة الأقراص المنشطة، ولو كل الأجهزة الرسمية للدولة، تتخذ من مباحث الآداب القدوة والمثل على إعلاء شأن فضيلة العمل، ويقظة الضمير فى بذل الجهد الخارق، دون الحاجة لرقيب، لتغير الشأن فى مصر 180 درجة كاملة وتحولت البلاد إلى مارد ضخم اقتصاديا وسياسيا، يقف كتفا بكتف مع النمور الآسيوية.
مباحث الآداب، دشنت للمثل والقدوة على بذل الجهد والعمل، والتفانى بلا حدود، فى كشف الشواذ، والعناتيل، والساقطات، والقضاء نهائيا على اقتصاد «الرذيلة»، حفاظا على تماسك المجتمع، ومنظومته الأخلاقية، وأيا كانت الاتهامات الموجهة، من عينة أن مباحث الأداب «تستمتع» بكشف قضايا الرذيلة، إلا أنها فى النهاية تؤدى ما عليها من جهد، عكس الجهات الأخرى، التى ارتضت أن تكون مشاهدة فقط، وليست عنصرا مشاركا بفاعلية.