فى أغسطس من العام الماضى قال الرئيس لرؤساء تحرير الصحف إن الدولة ستواصل دعم المواصلات العامة بما فيها تذاكر مترو الأنفاق، تقديرا للصعوبات الاقتصادية، وأن رفع الدعم عن التذكرة يرفع سعرها إلى تسعة جنيهات، وزير النقل قال الأسبوع الماضى إن التكلفة الحقيقية لسعر التذكرة من دون الدعم هو 25 جنيها، الحكومة قررت رفع سعر التذكرة نظرا للصعوبات الاقتصادية، وتشعرك أنها تدفع من جيبها 24 جنيها لكل مواطن يركب المترو مرة واحدة فى اليوم، وأن عليه أن يبوس إيده وش وضهر.
الحكومة شخصيتها قوية على محدودى الدخل، الذين يتحملون كل يوم فوق طاقتهم للعبور بالبلد، فى الوقت الذى لم تستطع فيه رفع سعر الأراضى التى حصل عليها المحظوظون بتراب الفلوس، أو استرداد الأموال المهربة، أو الاقتراب من مزايا رجال الأعمال، رأس الدولة يتحدث بلغة غير التى يتحدث بها الحكومة، والمواطن يشعر بحزن لا يفهمه رجال السلطة الجدد، الذين ما أن عرفوا أن هناك من يخزن التذاكر قبل رفع السعر بدأوا فى تهديده، نائب رئيس شركة مترو النفاق حذر مستخدمى التذاكر القديمة من الإقبال على مثل هذا التصرف، هم بدأوا بالحديث عن غرامة لمن يعبر البوابات بتذكرة بجنيه، وربما بعد قليل يتم تهديده «بركوب المترو لقلب نظام الحكم»، نغمة التفضل على الناس لم تعد مقبولة، وعلى الحكومة أن تصغى إلى الشارع، نعرف أن هناك صعوبات اقتصادية أكثر منها، وأن المترو خسر 180 مليونا فى 2014، وهو مبلغ لا يستدعى استعداء بشر، لا يريدون شيئا غير ذهابهم إلى العمل بجنيه.