أى مدرب يحترم نفسه وتاريخه كان لازم يعمل اللى عمله البرتغالى جيمى باتشيكو عندما ترك الزمالك فى منتصف الموسم وهرب، لأن المدرب الحقيقى يرفض أن يتم التعامل معه وكأنه نفر، أو أن يتدخل أحد فى صميم عمله ويقول له حط فلان فى التشكيل أو ليه مبتلعبش فلان.
باتشيكو لم يفهم فى البداية الأجواء فى ميت عقبة، وكيف تدار الأمور، وتصور أن الزمالك مجرد نادٍ فى مصر يخضع للوائح الاتحادين الأفريقى والدولى، وأنه يستطيع بما أنه خالى شغل أن يقضى وقتا سعيدا فى بلد الأهرامات وأن يلتقط الصور التذكارية فى الملاعب ليعيد تسويق نفسه مجددا فى الخليج أو بين الأندية الأفريقية.
فى البداية فوجئ الخواجة ومساعده بطقم الجواسيس اللى مترشقين فى الجهاز ومكالمات النصائح والتوجيهات والتهديدات، ربما لأن شكله مصرى، ولأنه وافق بمبدأ الفصال فى المرتب من أول جلسة.
باتشيكو، بشوية تليفونات رجع تانى للتقارير التليفزيونية فى بلده البرتغال، ومنها لكام تليفزيون أوروبى، ووكيل أعماله طير سيرته الذاتية فى الخليج وشرق آسيا وأفريقيا، باعتباره المدرب المتصدر للدورى المصرى الصعب فى زمن وجيز عشان يأمن نفسه لأنه عرف إن الصدام جاى جاى.
الخواجة كان عنده حق، وأول ما خسر 3 بنط فوجئ بمدفع رشاش فى وشه، «إيه التشكيل اللى انت حاطه ده، خلى بالك حسام حسن نام وصحى ملقاش نفسه مدرب الزمالك» والكلام ده كان فين؟ فى غرفة خلع الملابس وسط اللاعبين، الخواجة فكر بينه وبين نفسه : إيه الجو ده، ده لو أنا هشحت فى حوارى البرتغال لا مؤاخذة، مش عايز دولارات النادى ده.
وفعلا الخواجة استنى عرض الشباب السعودى وهرب، رغم محاولات الصلح البلدى على عشوة سمك، وهو بيقول بينه وبين نفسه، الناس دى بتفكر زمان قوى، هما فاكرينى عشان فى منطقتهم هيعملوا معايا الصح، دا أنا هوريهم.
كل اللى فات كوم واللى هيعمله الخواجة باتشيكو كوم تانى، مش هيكتفى بالهروب، هيقدم شكاوى للاتحاد الدولى وشهادات منه ومن مساعده بالاضطهاد والتعدى عليه والتدخل فى عمله وعدم الحصول على مستحقاته، والزمالك مش هيعرف يعمل معاه حاجه لأنه شغال بالبلدى والفهلوة والصوت العالى ونظام اخطف الدوسيه اللى مع محامى الخصم تكسب القضية.