العلاقات المصرية المغربية تكاد تخلو من المشاكل على المستويين الرسمى والشعبى.تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين دائما ما يحمى تعرضها لأية أزمات عابرة أو مناوشات صغيرة من حكايات وقصص أهل الفن وكرة القدم وفتاوى رجال الدين. فى كتاب نادر صدر فى بداية الثمانينيات عن «تاريخ العلاقات المصرية المغربية منذ مطلع العصور الحديثة حتى عام 1912» تأليف مشترك بين الدكتور يونان لبيب رزق، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، والدكتور محمد مزين أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب فى فاس، ويتعرض للقسمات المشتركة بين البلدين، والدور الذى لعبته قافلة الحج المغربى والحجاج المغاربة فى توثيق العلاقات الاجتماعية بين البلدين، وما كتبه الرحالة المغاربة عن مصر وأشهر الرحلات المغربية، كما يتناول العلاقات الثقافية والتواصل الثقافى، ويدرس مكانة المغاربة فى النشاط الاقتصادى فى مصر، ودورهم العسكرى فى مصر العثمانية، ثم يتعرض للهجمة الاستعمارية على كل من مصر والمغرب، والصفقة الاستعمارية بين كل من إنجلترا وفرنسا فى الوفاق الودى سنة 1904 وعلاقات التعاون النضالى بين الشعبين المصرى والمغربى.
يرصد المؤلفان المصرى والمغربى السمات العامة التى جمعت بين مصر والمغرب فى التاريخ الحديث، وأولى هذه السمات الموقع الحاكم لكل من البلدين فى البحر المتوسط، فبينما تتحكم مصر فى بابه الشرقى المؤدى إلى الشرق الأقصى ممثلا فى قناة السويس، والمغرب تتحكم فى بابه الغربى من خلال جبل طارق، فى الوقت نفسه فإن الإمكانات البشرية والمادية المتميزة لكلا البلدين جعلت لهما فى التاريخ وضعا متميزا عن باقى الدول العربية، فالمغرب هى الدولة العربية الوحيدة التى لم تخضع للاحتلال العثمانى طوال العصر الحديث، وكانت تتعامل مع الدولة العثمانية معاملة الند للند، ومصر كانت تحتل وضعا خاصا فى الإمبراطورية العثمانية أغرى بعض حكامها للاستقلال عنها، كما حدث من على بك الكبير ثم محمد على الذى تولى الحكم فى 1805 وأعلن استقلال مصر عام 1838، وأدى الوضع المتميز إلى تركيز الاستعمار جهوده على الدولتين لإضعافهما واحتلالهما.
وفى التاريخ المعاصر برز التعاون والتنسيق بين البلدين فى القضايا العربية، وشاركت المقاتلات المغربية فى حرب أكتوبر 1973 مع الجيشين المصرى والسورى، وفى أعقاب الحرب المجيدة، كان للمغرب دور قيادى، عندما استضافت المغرب القمة العربية السابعة فى أكتوبر 1974، ولعبت أيضا دورا مهما فى مؤتمر القمة العربية بالأردن فى 87 لإعادة العلاقات العربية مع مصر بعد المقاطعة عقب كامب ديفيد، كما أن بينهما أول بروتوكول ثقافى وقعته مصر عام 1959، ولا يفوتنا هنا علاقات الصداقة بين الملك الحسن الثانى، وعبدالحليم حافظ، والموسيقار محمد عبدالوهاب، حيث كان الملك الحسن محبا للموسيقى والغناء، وغنى العندليب الأسمر أغانى وطنية مغربية عديدة من بينها أغنية «الماء والخضرة فى عيد ميلادك يا الحسن». وعلى مستوى التعاون الاقتصادى، فقد شهد تطورا ملحوظا فى الآونة الأخيرة، خاصة فى ظل انتظام انعقاد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسى البلدين، وساندت المغرب الثورة المصرية فى 25 يناير2011 وفى 30 يونيو 2013.