أكرم القصاص

التفسير «الفضائى» للأزمة المصرية المغربية

الإثنين، 05 يناير 2015 07:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنا فعل الإعلام أن تعامل بهدوء ومن دون تشنج، مع ما بثته قنوات فضائية بالمغرب نشرت تقريرا هاجمت فيه مصر و30 يونيو ووصفته بأنه انقلاب. وهو تقرير أثار غضب البعض عندنا وسنوا أسنانهم ليدخلوا حربا ومعركة فى مواجهة المغرب. مع العلم أن التقرير الذى بثته القنوات المغربية يبدو بالفعل مصطنعا، ولا يستند إلى معلومات أو أفكار أو موقف، وإنما مجرد كلام إنشائى يخلو من أى معنى. ونظن أننا أصبحنا فى وضع يجب فيه عدم التعامل بحساسية مع أى انتقادات أو تقارير لا تأتى على هوى البعض، يفترض التعامل بنضج وعدم اعتبار أى انتقاد أو تقرير مؤامرة، وألا يتحول كل كلام إلى معركة، وهو أمر يفترض التعامل معه داخليا وخارجيا، لأن بعض المنافقين يعتبرون كل من ينتقد أو يرى رأيا يختلف مع ما هو مطروح رسميا، مؤامرة. بينما الطبيعى أن تتعدد الرؤى وتختلف وجهات النظر. والدولة القوية لا تهزها مقالات أو تقارير هنا وهناك وإلا كانت «عبيطة».

المعركة تقلصت بسرعة وانتهت عند حدودها. واتسمت الردود المصرية والمغربية بالهدوء، وانتهت الأزمة قبل أن تبدأ، وهو أمر لم يكن على هوى من يحبون «صناعة الهيصة».

البعض كالعادة حاول أن يقرأ التقرير المغربى من خلال رؤية سياسية وتفسيرات مؤامراتية، بالقول إن المغرب غاضبة من التقارب المصرى الجزائرى، وأن التقارير التى تم بثها متعمدة ومخططة ووراءها جهات رسمية بالمغرب، وهى تفسيرات تتجاهل أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر والجزائر لم تنقطع، بموازاة العلاقات بين مصر والمغرب، وقال آخرون إن المعركة ردا على بعض الجمل والانتقادات التى صدرت من إعلاميين هنا وهناك ضد المغرب، وكان الرد من الخارجية المغربية والمصرية أن العلاقات بين البلدين طيبة، تم امتصاص الأزمة، وتخطى محاولات بذلها البعض لإشعال حرب بلا داع.

ومع احترامنا للتفسيرات السياسية المختلفة فإن هناك بعض التفسيرات الإعلامية التى تتعلق بالإعلام والرغبة فى الظهور، فالحقيقة أن القنوات التى أذاعت التقرير نجحت فى أن تعرف نفسها والفيديوهات تم نقلها وتشييرها الأمر الذى مثل نوعا من الدعاية المجانية للقنوات التى ما كان أحد يعرفها، وتعانى مثل باقى القنوات الفضائية المصرية والعربية من الفراغ وانصراف الجمهور، وتخترع معارك بحثا عن مشاهد، ونتذكر أن الأزمة بين مصر والجزائر عام 2009، كان وراءها إعلاميون من الطرفين، استفادوا من معارك الشتم والسب.

لماذا نستبعد التفسير الفضائى، ورغبة قنوات فى الشهرة باختراع معارك وهمية، والدليل أن أحدا لم يكن يسمع عن هذه القنوات لولا الأزمة. إنها الشهرة التى تقتل البعض وتحرق الآخرين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة