عام جديد يعنى التفاؤل واستقبال شمس جديدة وروح نابضة بالأمل، خاصة أن هذا العام 2015 يمتلئ بكثير من الخرائط النشطة لوطننا مصر التى ترسم من جديد شكلاً آخر لخريطة مصر على الساحة الدولية.. يكفى أن قناة السويس الثانية ستكون من مواليد هذا العام وستغير من جغرافية وتاريخ المنطقة وتنطلق بمصر نحو حياة يترقبها الأجيال منذ سنوات، تلك التى تحمل اقتصادا مبشرا ورؤية حضارية لم نكن نعرفها من قبل.. إلى جانب عشرات المشاريع القومية التى بدأ الرئيس السيسى تفجيرها فى الصحراء وفى الدلتا وفى شمال مصر.. ونضيف إلى ذلك مشروع تقسيم المحافظات المرتقب الذى يبشر باستثمار مئات المشروعات التى كانت مدفونة تحت الأرض خاصة فى مناطق مثل الوادى الجديد وشرق وغرب البحر الأحمر واستصلاح المليون فدان، كل ذلك يضاف أيضا إلى مشروع إحياء توشكى، وهذه المشاريع كلها وعشرات غيرها نبتت فى شهور من تولى الرئيس السيسى منصبه.. هذه الآمال نرسمها أمام عيوننا كما نرسمها فوق كتب التاريخ الذى سيسجل أن مصر عرفت طريقها بعد الثلاثين من يونيو 2013.. وأن الحصاد سيبدأ من عام 2015.. نحن اليوم لا نباهى بوعود أو نتاجر فى أوهام مثلما كنا فى الماضى، إنما اليوم قد بدأنا الطريق الصحيح الذى لا يعرف إلا العمل بعيداً عن النفاق وتجميل الأشياء والسعى وراء الأكاذيب لتسكين الخيانات محل الحقائق.. ولعلنا ونحن فى البدايات الأولى لعام 2015 نعيد إلى الذهن بعض الحسابات والمسؤوليات التى يجب أن يتحملها الشعب فى مواصلة المسيرة، لابد أن يتعهد كل مواطن مصرى أن يكون على قدر مصريته فى مواجهة ما يتطلبه الموقف الراهن، فلا تهاون فى العمل ولا تراجع عن الطريق ولا انكسار ولا إحباط.. على المصرى أن يعرف قيمة مصريته وأن يعرف كيف يعيد مصر إلى عهدها السابق ليست مجرد دولة أفريقية عربية.. بل أكبر دولة فى الشرق الأوسط وعلى كيانها يتحدد أمن وأمان الدول المجاورة، هى محور الشرق وبوابة الكبرياء للعروبة.. والتاريخ يشهد.. اليوم من حقنا أن نعيد هذا المجد الذى حاولت أكثر من جهة سلبه وحاول أكثر من نظام مصرى وعربى وعالمى عرقلته فإذا به يمتد إلى الأمام بكل تحد دون أن يعرف السقوط أو الركوع أو الهزيمة.. هذه مصر التى نترقبها هذا العام، مصر الأقوى، مصر الأخلد.. وهذه هى خرائط مصر التى رسمت نفسها بنفسها.. رسمها قدر ورسمها زمن. ولكن فى هذا العام أيضا لدى أمنيات شخصية، خاصة وإن كنت لا أدرى إن كنت أسميها أمنيات خاصة أم هى جزء لا يتجزأ من أمنيات الوطن الأكبر.. وأمنياتى أن ترى مصر فى مجلس النواب المقبل يقينا يؤكد لنا أن خارطة الطريق المصرية نجحت واكتملت ورمت بثمارها الناضجة فوق عيون وأحلام البشر المنتظرين، البرلمان المقبل فى مخيلتى يلخص شخصية مصر، ويبلور كيانها، ويرفع من شأن المواطن الذى ينظر للبرلمان كمشروع يحمى مجتمعه من أى انحراف أو إجرام أو تجاوز، ويقنن جدران المجتمع وسماواته، وأما عن شق مهم يترقبه المواطن من البرلمانى فهو الخدمات وهى بلا شك أمر مهم لا غنى عنه.. ولكنى أطمح إلى جانب هذا وذاك أن أرى البرلمانى صاحب قدوة يقود الرأى ويعلم ويوجه، فالمسألة ليست تجارية مجرد انتخابات ومصالح أبداً لم يعد فى عهدنا الجديد من الممكن أن يسود هذا الشكل ولا أن يقنع الجماهير العريضة التى تطلب التغيير بعد الثورتين الخالدتين.. أريد أن يكون البرلمانى- وهكذا أحلم- صورة للمواطن المثالى، وليس مجرد موظف مع تقديرى لدور الموظف- الشكل الأسمى عندى أن يكون رائدا فى أعماله ومقتحما المشاكل وممهداً الطريق أمام جموع الناس لتسير بدون خوف من ألغام أو قنابل أو مفاجآت أو عراقيل أو أسلاك شائكة.. هو الذى يسهل لحياتهم وينزع الصعب عن عقولهم ويزرع الأمل.. أريد لنفسى أن أكون أكثر محبة فى عيون الناس خاصة عيون أهل بلدتى.