الذين يتكلمون عمال على بطال فى الصحف والفضائيات ويسدون النصائح للشعب والحكومة بضرورة ألا يكونوا إقصائيين وحشيين، وأن يبتعدوا عن منطق الخصومة للنهاية مع جماعة الإخوان الإرهابية، وأن يجلسوا ليشربوا شايا ويأكلوا بسكويتا ومقرمشات مع عقلاء الجماعة، أين ألسنتهم الآن مع استمرار العمليات الإرهابية لشراذم الجماعة المحظورة؟ أين هم من قنوات التحريض الكاذبة فى تركيا؟ أين هم ممن يستخفون بعقولنا ويفصلون بين قيادات الجماعة فى السجون وعناصرها الإرهابية فى الشوارع؟
أرجو ألا تكون القطط قد أكلت ألسنة «العقلاء» أو أدعياء الحكمة فى الصحف والفضائيات المصرية، الذين لا يتعبون من تقديم المبررات والغطاء السياسى للجماعة والإرهابيين بدعوى أن الحل الوحيد هو فى استيعابها مجددا فى الحياة السياسية، وهم فى ذلك يروجون لأخطر مفهوم تلعب عليه الجماعة، أنها منقسمة إلى أجنحة وطوائف.. حمائم وصقور.. أن القيادات لا سيطرة لها على القواعد فى الشارع، يعنى يمكن أن يجلس محمد على بشر فى محبسه مع قيادات الأمن الوطنى مثلاً ويعرض إقرارات التوبة والبعد عن الإرهاب وفى الوقت نفسه يزرع إرهابيو الجماعة القنابل فى الشوارع ويعتدون بالأسلحة النارية على رجال الشرطة.
لا أحد يتكلم عن الجلوس مع عقلاء الإخوان، بينما مجانينهم فى الشوارع يزرعون القنابل ويعتدون على الأبرياء، وكذابوهم فى الفضائيات يشوهون إنجازات الشعب وحكومته ورئيسه، ويروجون لشائعات ويطلقون الشتائم التى لا يعرفون غيرها.
لا أحد يتكلم عن حمائم وصقور فى صفوف الجماعة الإرهابية، بل الكلام يجب أن ينضبط حول إخضاع المجرمين للقانون وعدم إفلات أحد من العقاب على جريمة فى حق الشعب، وإعلان الصفوف الثانية والثالثة ممن لم يتورطوا فى أى جرائم التوبة الصريحة عن العنف وعن السياسة خمس سنوات على الأقل ومقاطعتهم كل دعاوى القيادات المخبولة التى شنت أبشع عدوان على البلاد منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.
أى خطاب يخالف هذا النهج فى الفهم والتناول، هو خطاب متواطئ مع الإرهاب، ويمنحهم مشروعية وفرصة للمناورة وارتكاب مزيد من الجرائم المرفوضة شعبيا قبل أن تكون مجرمة بالقانون.