ماذا يريد أهالى شهداء ستاد بورسعيد غير أن يحتكموا إلى القضاء العادل لحسم آثار المذبحة التى آلمتنا جميعا؟ لماذا يستبقون أحكام القضاء ويضغطون على الجهات غير المعنية لتكريس فكرة الثأر والقطيعة بين ناديى الأهلى والمصرى، وبالتبعية بين محافظتى القاهرة وبورسعيد.
نتفهم جميعا آلام أهالى الشهداء الأبرياء الذين ودعوا أبناءهم على أنهم خارجين فى نزهة فرجعوا إليهم جثثا فى نعوش وأكفان، لكن الثأر أو تعزيز الكراهية لن يأتى بالضحايا الأبرياء، ولن يعود بالزمن إلى الوراء، ولن يمحو حادثة ستاد بورسعيد الأليمة من أذهاننا ووجداننا.
أهالى الشهداء تجمعوا عند النادى الأهلى واشتبكوا مع أمن النادى واحتجوا.. لماذا؟ لأن الأهلى سيلعب مباراة مع المصرى فى الدورى العام. طيب ما المطلوب؟ طلب أهالى الشهداء النادى الأهلى بعدم لعب المباراة وحرضوا من أسموهم باللاعبين الكبار فى النادى بالتمرد والعصيان وعدم الاستجابة لضوابط إدارة الفريق، وعندما أخبرهم مسؤولو النادى بأن اللافتات المسيئة والهتافات المسيئة ومحاولة تحريض اللاعبين لا يصح فى النادى الأهلى اشتبكوا معهم ودخلوا فى نوبة مزايدة لا تصح ولا تليق.
من ناحية أخرى، يتصور عدد من اللاعبين أنهم يمكنهم تحقيق مزيد من الشعبية والجماهيرية عندما يتحالفون مع روابط الألتراس والمشجعين، أيا كان ما يطالبون به، وهى بداية النهاية لأى لاعب، لأنه سيخرج عن دوره كلاعب مطلوب منه الإخلاص فى التدريب والمحافظة على لياقته البدنية والذهنية والعطاء المخلص فى الملعب وتنفيذ واجباته كاملة، أما ما دون ذلك فهو سيناريو الفشل ومحاولة تعويض التقصير فى الواجبات الأساسية بالظهور الإعلامى أيا كان، تماما مثلما يسعى بعض الفنانين المفلسين إلى التصدى للقضايا السياسية بديلا عن بحثهم عن أدوار جادة ونافعة يؤدونها.
هل سيرتاح أهالى الشهداء لو تم إحياء الثأر بين الأهلى والمصرى وسقط ضحايا أبرياء جدد؟ هل سيرتاحون لو تعززت فكرة الثأر والكراهية بين القاهرة وبورسعيد عموما؟ بالتأكيد لن يرتاح ضحايا ستاد بورسعيد لوسقط ضحايا جدد للثأر والكراهية، والأهم أن كل هذه الممارسات لن تعيد الضحايا الأبرياء إلى الحياة.. هل يمكن أن نفهم ذلك ونتصرف على ضوئه؟ يا رب.