فرحة كبيرة جداً عمت المسلمين قبل المسيحيين بعد زيارة الرئيس السيسى للكاتدرائية بالعباسية لتهنئة إخوتنا الأقباط بعيد الميلاد المجيد. سألت نفسى لماذا كل هذه الفرحة بين أبناء الشعب المصرى من مجرد زيارة للرئيس إلى الكاتدرائية؟ وتدافعت الإجابات على ذهنى، نحن فى زمن الفتنة والفتاوى الشاذة التى تحاول دائماً التفرقة ووضع الحواجز بين عنصرى الأمة المصرية وتجعل من تهنئة المسلمين للمسيحيين بأعيادهم منة وفضلاً فى أحسن الأحوال ناهيك عن إيذاء مشاعر المسيحيين طوال الوقت وتصدير الكراهية إليهم.
ونحن فى زمن ينتاب المصريين جميعاً القلق من اندلاع الفتنة الطائفية، بفعل الأحداث الصغيرة المدبرة وتوجيهات من الخارج تصور المسيحيين فى مصر على أنهم مواطنين درجة ثانية يتعرضون للخطف والقتل والمنع من ممارسة شعائرهم على أيدى شركائهم فى الوطن، وهو مناخ مؤذٍ لعموم المصريين.
وكلما هربت فتاة مسيحية مع شاب مسلم تحبه، وكلما اشتبكت عائلتان مسلمة ومسيحية حول أى سبب مادى، وضع المصريون أيديهم على قلوبهم خوفاً من تضخيم الحدث واستغلاله وإخراجه من سياقه بفعل طابور خامس جاهز دائماً لصنع الفتنة ونشرها داخلياً والترويج لها خارجياً!
فى هذه الأجواء جاءت زيارة الرئيس للكاتدرائية وهو يقدر بساطتها والمحبة التى تحملها والتواضع الذى يزينها، تقدم قدراً هائلاً من الطمأنينة لعموم المصريين مسلمين ومسيحيين، بأننا فعلاً شركاء فى الوطن، وأننا لابد أن نتحلى بالمحبة والتسامح وقبول الآخر، وأن نستعيد معاً أجواء حرب أكتوبر المجيدة، عندما كان المسلم والمسيحى يقاتلان أعداء الأمة على الجبهة جنباً إلى جنب دون أن يسأل أحدهما الآخر عن دينه، بل كان كل منهما يفدى الآخر بروحه إذا اقتضى الأمر، وعندما كانت الأسر المسلمة والمسيحية متجاورة فى السكن ومتداخلة فى علاقات اجتماعية وثيقة وحقيقية.
أعرف عائلات كثيرة فى مصر متداخلة فى نسبها بين المسلمين والمسيحيين ومنهم أصدقاء أعزاء، لم يكن هذا التقليد غريباً عن المصريين الذين لم يسألوا أنفسهم كثيراً فى الماضى لماذا تربطنا علاقات المحبة والصداقة ولماذا نتصاهر مسلمين ومسيحيين ببساطة وبفعل حركة الأفراد فى المجتمع لا أكثر ولا أقل.
زيارة الرئيس للكاتدرائية توقظ كل الأشياء الجميلة فى نفوس المصريين وتدعم حقيقة لم شمل المجتمع وتوقف التيار المتطرف البغيض عند حده وتضع حداً للاعبين بنار الفتنة أنكم لن تجدوا بعد الآن أرضاً صالحة لمؤامراتكم فالشعب المصرى واحد متكاتف كالبنيان المصوص.
شكراً سيادة الرئيس.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة