المسؤول عن إخراج مشهد السيسى فى الكاتدرائية يستحق التحية لأنه حقق 3 عناصر فى وقت واحد «الإبهار، المفاجأة، العفوية»، فبدت زيارة السيسى كأفضل من أى ترتيب بروتوكولى، ولكن لأن الزيارة تاريخية، والأولى من وقت عبدالناصر قبل 40 عاما، فتستحق التحليل خاصة أنها مليئة بالرسائل المباشرة وغير المباشرة أيضا.
1 - المباشر، أن الجميع فوجئ بدخول السيسى للكاتدرائية، ولكن غير المباشر أن اللواء خالد فوزى رئيس جهاز المخابرات العامة الجديد، واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس هما المسؤولان الرسميان المرافقان فقط للسيسى، وظهور رئيس المخابرات العامة هو الأول مع السيسى بعد أداء القسم، والظهور يحمل معه رسالة غير مباشرة أن العقل الجديد فى المخابرات بدأ يعمل فعلا وقدم نصائح للسيسى بزيارة الكاتدرائية أو على الأقل ساهم فى وضع اللمسات النهائية للزيارة أمنيا دون أن تفقد طبيعتها المفاجئة.
2 - المباشر أن الرئيس فى مشهد الدخول وهو يسير على «السجادة الحمراء»، لم يلتزم بالبروتوكول الرسمى من الخطوة الهادئة المتزنة أو فى أن يسبقه مسؤول المراسم صاحب الوجه المبتسم، وغير المباشر أن هرولة الرئيس وراءها قصد بأن يصل سريعا إلى وسط القاعة حيث يقف البابا تواضرس لتقديم التهنئة وأن لا يعطل القداس، واللافت هنا أن البابا تواضرس قابل كسر البروتوكول الرئاسى، بكسر فى بروتوكول القداس، حيث قطع مراسم القداس لاستقبال السيسى، وهو أمر نادر تكراره.
3 - المباشر أن كلمة الرئيس جاءت بدون ترتيب، فهو وقف بجوار البابا، فبدأت الهتافات «بنحبك ياسيسى.. إيد واحدة»، وهو ما دفعه لأن يأخذ الميكروفون المستخدم فى مراسم القداس لكى يلقى كلمة، ولكن غير المباشر أن الرئيس السيسى كان لديه نية سابقة بإلقاء كلمة، ويدعم ذلك أن السيسى وهو يصعد السلالم المؤدية للهيكل «مكان إقامة مراسم القداس»، ظهر فى «الكادر» اللواء عباس كامل، وخاطبه السيسى وتبادل معه النظرات وكان رد فعل اللواء عباس كامل بعدها طأطأ برأسه وقبض يده ورفعها تجاه وجهه فى إشارة للميكروفون وبعدها بثوانٍ قليلة كان بين يد الرئيس ميكروفونين داخليين للكاتدرائية.
4 - المباشر أن الزيارة جاءت بدون ترتيب مسبق نهائيا وحضر الرئيس إلى الكاتدرائية بعد وصوله مطار القاهرة من زيارة دولة الكويت الشقيقة، ولكن غير المباشر أن الرئيس وصل القاهرة الساعة 3 عصرا بينما كانت الزيارة الساعة 9 ونصف ليلا، إضافة إلى أن الزيارة جرى ترتيبها قبل 4 ساعات فقط من بدء مراسم القداس وفى سرية تامة وتم التنسيق مع التليفزيون المصرى لتثبت كاميرات فى مدخل خاص بالكاتدرائية.
5 - المباشر أن الرئيس قصد بكلمته أن يوصل مشاعر طيبة للأخوة الأقباط فى عيدهم وكان أمامه طريق لذلك بالعبارات المعتادة «كل عام وأنتم بخير، وعيد سعيد»، ولكن غير المباشر تجسد فى الكلمات العفوية التى أوصلت التعبير بشكل أسرع كعبارات: «ما هو ما كنش ينفع ما أجيش.. ولا إيه.. مصر تساعنا كلنا ولازم نحبها.. نحبها بجد»، وهى مصطلحات شعبية بامتياز.
6 - أخيرا.. مشهد الكاتدرائية دلالة على فكر خارج الصندوق فى دائرة صنع القرار حول الرئيس.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى وافتخر
برافو أستاذ محمود
ملاحظات فى محلها
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري حتى النخاع
تحليل رائع