عاصفة من الجلطات الثورية أصابت كل النحانيح، ونشطاء السبوبة (والغبرة)، والفاشلين بجدارة من الذين يطلقون على أنفسهم (نخبة)، نتيجة زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى التاريخية للكاتدرائية، قادما من المطار مباشرة، ليقدم التهنئة للإخوة الأقباط، مغلفة بحب مبهج ورائع ومدهش، ويبعث برسائل غزيرة المعنى، وعميقة التحضر، للعالم كله.
كان المتثورون اللاإراديون، وكهنة ثورة سوكا المجيدة، ونشطاء السبوبة، وبعض النخب المريضة بأورام وكلاكيع العقد والنفسنة، يجهزون سكاكينهم للإجهاز على السلطة الحاكمة فى مصر، واتهامها أنها تسير على نفس النهج الماضى، وترفض الذهاب إلى عقر دار الإخوة الأقباط لتقديم التهنئة لهم، والمشاركة فى أعيادهم المهمة.
إلا أن الرئيس السيسى، وبضربة معلم، أحبط كل هذه الحملة التى كانت تدبر فى الخفاء للإجهاز على رأس السلطة، وقرر أن يذهب من المطار مباشرة بعد وصوله من الكويت، إلى مقر الكاتدرائية، ودخل القاعة الكبرى، وسط مشهد مهيب، تعانقت فيه (الترانيم والصلوات)، مع دوى هتاف المصريين الأقباط، ترحيبا وابتهاجا بزيارة الرئيس التاريخية، فاقشعرت لها أبدان المسلمين قبل الأقباط، وسالت الدموع احتراما وتوقيرا وتبجيلا للمشهد الحضارى والإنسانى العظيم الذى تجلى داخل قاعة الكنيسة المصرية التى تقف رأسا برأس مع كنيسة الفاتيكان.
ورغم برودة الجو، وحالة تجمد أطراف أجساد المصريين، إلا أن زيارة السيسى أدفأت القلوب، وأظهرت للدنيا العمق الحضارى والمتجذر فى هذا الوطن، وأن الغرب الذى يترنم بحضارته وتقدمه أثبت أنها حضارة قائمة على الانتهازية والمصالح الشخصية، وتجلت بقوة عندما باع الأقباط المصريين، واحتضن الإخوان وأتباعهم الإرهابيين، لينفذوا أجندة مخططاتهم، وتحقيق مصالحهم فى المنطقة.
زيارة السيسى التاريخية للكاتدرائية أصابت جميع المتربصين بعاصفة من التجلطات فى الألسنة والعقول والقلوب والأقدام، وأفقدتهم القدرة على النطق، والتفكير السوى، وخرجت ابنة خيرت الشاطر، شيطان جماعة الإخوان الإرهابية الأعظم، لتهذى بكلمات غير مفهومة، تهاجم الزيارة، وتنفث سموم حقدها وكراهيتها فى وجه كل من هو ليس عضوا بجماعتها الإرهابية، وتقول نصا: (هنيئا لكم نصارى مصر، وطن تحيون فيه بسلام، تنعمون بمدارس وكنائس ترفع صلبانكم، وتدق أجراسكم فى أنحاء المعمورة كل يوم، لا حظر عليها ولا أى قيود).
هذه هى ابنة خيرت الشاطر الذى كان يحكم مصر فعليا، هذه هى أفكارها وما تحمله من مشاعر الكراهية والبغضاء لفصيل من بنى وطنها، تتعامل معه على أنه عدو، يجب الفتك به، والقضاء عليه، وتفضل عليه عضوا أجنبيا بجماعتها، عن هذا المصرى الشريك فى الأرض، والتاريخ. ما فعله السيسى، وما اتخذه من قرارات خطيرة من قبل، إنما يؤكد أننا أمام رجل شجاع، ينقصه فقط بعض من الرجال الذين يقوون من عزيمته، ولا يدفعون بالخوف فى قلبه، ويقفون خلفه لتعزيز قدراته وشجاعته، ونتمنى أن يظل على نفس الدرب طوال فترات حكمه، ولا ينال من عزيمته (الصدأ) والتآكل.