يارا شامل تكتب: هل أنت بالفعل خارج دائرة الإدمان؟؟

الخميس، 08 يناير 2015 03:16 ص
يارا شامل تكتب: هل أنت بالفعل خارج دائرة الإدمان؟؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلمة "مدمن" حينما تنقر الباب على الآذان.. يأتى فى أذهاننا على الفور إدمان المخدرات والسجائر وماشبه ذلك، كصورة ذهنية فورية السطوع، ارتبطت بتلك الكلمة.

ولكن السؤال هو "هل الإدمان هو إدمان تلك الأشياء فقط؟؟ أم أن هناك نوعا آخر من الإدمان؟؟؟!!.

نتفق معا أن هناك بعض العادات السلبية، التى نكررها، بل إنها أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، وبالرغم من أنها سلوكيات أو عادات سلبية إلا أننا لم نتخل عنها، بل وصل الأمر بنا إلى إدمانها.
كأدمان مواقع التواصل الاجتماعى والعالم الافتراضى أو الإنترنت بصفة عامة، مما يترتب عليه انفصال عن العالم الخارجى والانغماس فى بئر العزلة الحقيقية عن المجتمع الواقعى، مما ينتج عنه ضعف الروابط الأسرية داخل الأسرة الواحدة.

أو كإدمان التدخل فى شئون الآخرين الخاصة، فبعض الناس للأسف الشديد غارقة فى حب التدخل فى شئون الغير والتطفل عليها.

أو إدمان استغلال الآخرين، رغبة فى التسلق على أعناقهم للوصول إلى القمة أو " القمة المزيفة " إن صح القول.

فالإدمان ليس فقط هو إدمان مخدر أو إدمان تدخين أو حتى طعام فى بعض الحالات، إنما يمكن أن تتسع الدائرة إلى أكبر من ذلك، وهو ما يعد أكثر خطورة من الإدمان المتعارف عليه، لأن إدمان العقاقير أو المخدرات او ما شبه ذلك يمكن العلاج منه، لكن إدمان السلوكيات السلبية أو الخاطئة فى بعض الأحيان بل عادة تكون مثل البصمة التى لا تتغير، ولا تتخلى عن صاحبها حتى الموت.
ولعل أكثر سلوك بل يمكن القول، اكثر مرض قد تفشى فى المجتمع، ولا أظن أنى أبالغ حينما أقول إنه وصل حد الإدمان فى المجتمعات المصرية بل والعربية أيضا، هو "ضعف صلة الأرحام"، فالناس اعتادوا على ذلك حتى أظن أنهم أدمنوه، فالكل انشغل وارتبط بعجلة الحياة، التى لا تتوقف لتهدأ، ليضيع تحتها ود ذوى القربى والأصدقاء، وأصبح الجميع لا يلقى الكثير من الاهتمام لذلك الجانب، وأصبح قليلا جدا من الناس من ينجو من تلك الآفة الاجتماعية، هذا وبعكس ما كان يحدث قديمًا، فالكل كان حريصًا على تقوية صلة الأرحام بين بعضهم البعض، وتربية النشء الصغير على ذلك، فماذا حدث حتى تضعف تلك الصلة بين الناس؟!
سؤال يحتاج إلى تأمل!!..

عندما أشاهد الأفلام السينمائية القديمة ذات اللون الأبيض والأسود، فأننى ألاحظ اختلاف كبير بيت تلك الحقبة الزمنية التى تعرضها تلك الأفلام وبين الحقبة التى نعيشها الآن، وذلك ليس بسبب مرور الزمن وحده، ولكن لوجود اختلاف يمكن أن تدرج تحته أشياء كثيرة، أولها صلة الناس ببعضها البعض كما ذكرنا فى السالف، نظافة الشوارع، أسلوب الحديث والحوار بين الناس، حتى موضوعات الأفلام، والرسائل التى تحملها، فكما يقولون "الفن أو السينما هى انعكاس صريح لحال المجتمع وثقافته.

فنجد الناس قديمًا كانوا أكثر تواصل وتقارب مع بعضهم البعض من الوقت الحالى، فنجد ترابطًا واضحا بين الأسر يختلف بشكل كبير عن العلاقات الأسرية فى مجتمعنا حاليًا، والتى اتسمت بالضعف والفتور فى أغلب الأحيان، إلا بالطبع من حاول بل جاهد على الحفاظ على قوة الروابط الأسرية والحفاظ على القيم فى تربية النشء وتوارث تلك القيمة.

كذلك نظافة الشوارع، فنادرًا أن تسمع عن أماكن أو شوارع غير نظيفة فى تلك الحقبة، بعكس ما هو متوفر وموجود بكثرة فى أيامنا هذه.

بالإضافة إلى أسلوب الحوار الذى طرأ عليه تغير صارخ تحول مع الوقت إلى أدنى المستويات، فقديمًا حتى فى المستويات الاجتماعية البسيطة، كانت الناس تتحدث بشىء من الأدب والرقى فى أسلوب الحديث، وقلما تجد عكس ذلك.
على عكس العصر المزدهر الذى نعيشه حاليًا، فعدم وجود قابلية للحوار الراقى بين الناس قد ازدادت بشكل مثير للحسد للآسف الشديد!

وحتى مضمون الرسائل الفنية التى تحاول الأفلام السينمائية إيصالها للجمهور باعتبار أنه من المفترض أن الفن هو رمز للثقافة والرقى، أصبحت فى حالات كثيرة متدنية المعنى والمضمون، بل وصل الحد إلى انعدام وجود رسالة فنية فى بعض الأحيان، بل إيصال معانى ومفردات أقل ما يقال عنها أنها بذيئة وسيئة، والسماح بتسلل بعض الأخلاقيات والسلوكيات البذيئة إلى المجتمع وخاصة الشباب والنشء الصغير، بدلًا من الرقى بهم، وكأنه إدمان لنشر البذاءة والسلوكيات السلبية الكريهة، وللأسف قلما نجد عملًا ذات رسالة مرموقة وهادفة.

فكثيرًا ما نسمع الجملة المعهودة التى يكررها الإعلام وهى "الإدمان شبح يطرق الأبواب فى أى وقت"، ونظن كل الظن أننا نبعد آلاف الخطوات بل الأميال عن ذلك السلوك، طالما لم نتعاطى العقاقير المخدرة أو نشرب كأسًا من الخمر، ولا يخطر ببالنا أننا يمكن أن نكون مندرجين تحت فئة المدمنين ولكن من ناحية أخرى، ناحية يمكن أن تغيب عن الكثيرين منا، ويبعد عن ذهنهم أنهم من الممكن أن يكونوا قد وقعوا فى دائرة الإدمان فعلًا دون أن يدروا.

ترى هل أنت ممن وقع فى تلك الدائرة؟، أم أنك بعيد عنها؟؟.. .. .. ..هل أنت خارج دائرة الإدمان بالفعل؟؟؟









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة