دينا شرف الدين

أضغاث أحلام

الجمعة، 09 يناير 2015 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أكثر الحالمين باندلاع ثورة جديدة مع حلول الذكرى الرابعة لثورة ٢٥ يناير، لربما يستعيدون بعض ما فقدوا من بريق، ويستردون بعض ما خسروا من مكاسب مادية على حس الثورة!

لكننى أرى أيها الحالمون أن قيام ثورة، كما ترجون أمرٌ مستحيل، فالثورة تحتاج لثوار، ومجموعة الثوار يحتاجون لشعب يساند ويؤيد.

فمن ناحية الثوار، فهم قلة قليلة، ومجموعات متفرقة لكلٍ منها أهدافه الخاصة، التى يسعى لتحقيقها من خلال ما يتطلع إليه بقيام الثورة من جديد، وهم كالتالى:
أولًا (الإخوان المسلمين ومحاسيبهم من تيار المتأسلمين): وهؤلاء المبعدون الذين لفظهم المصريون إلا قليلًا، لم يعد لديهم أى أمل فى استعادة ولو قدرا ضئيلا مما تحقق لهم سابقًا من مُلك لم يكونوا به يحلمون، وما حصلوا عليه من مكاسب مادية وسياسية ظنوا أنهم بها امتلكوا مصر بما فيها ومن عليها، ولكن سرعان ما فقدوا بجهلهم وارتفاع سقف أطماعهم وتبجحهم كل شىء، حتى أنهم خسروا بعدما أظهروا وجوههم الشريرة أدنى أنواع التعاطف من المصريين.

ثانيًا (النشطاء المستبعدون شعبيا): وهؤلاء من هُيئ لهم أن الجنة فى الأرض قد فتحت أبوابها على مصراعيها لتتويجهم على رأس مصر وشعبها، فقد استمتعوا وقتًا طويلًا بأضواء الشهرة والتألق، وحققوا ما لم يصل إليه حدود خيالهم من مكاسب مادية وأدبية ظنوا أنها لن تزول أبدا!

ولكن سرعان ما تكشفت الحقائق، وسقطت الأقنعة عن الكثيرين، وتأكد المصريون من أن هؤلاء الذين منحوهم الثقة وفوضوهم لتصدر المشهد، لم يستحقوا يومًا هذه الثقة الغالية وبقرار شعبى مصرى غير متفق عليه، تم إقصاء واستبعاد كل هذه الوجوه العكرة.

فبات الأمل الوحيد المتبقى وحلم اليقظة لهؤلاء الذى ظل يداعب خيالهم هو قيام ثورة جديدة بالتحالف مع الإخوان وأعداء الوطن لربما تعود الأحوال لسابق عهدها!

ثالثًا (المتربصون من أعداء الخارج)، وما أكثرهم! من أمريكا لقطر لتركيا لإسرائيل، وهم أيضًا فى حالة يرثى لها، بعدما أطاحت مصر بجميع مخططاتهم وأحبطت كافة أمانيهم، التى تعلقت على جماعة خائنة للوطن، لم تقو على كسر إرادة المصريين ولم تفلح فى تنفيذ التعليمات الخارجية!

حيث أطاح بها الشعب المصرى وبما جاءت به من توصيات واتفاقات مع كل من له فى مصر مطمع، وذهبت إلى الجحيم تاركة هؤلاء يعضون الأنامل ويتضورون غيظًا على ضياع الأمل!!

أى أنه لا يدعو للثورة وإسقاط النظام إلا كل من كانت له فى مصر مآرب أخرى غير الإصلاح والاستقرار وحب الوطن!

يا عزيزى الثائر على غير حق: نحن الآن فى مرحلة إعادة بناء الوطن، واستعادة الأمن والأمان والاستقرار، ومحاربة الإرهاب وإصلاح الاقتصاد والتعليم وتحسين مستوى معيشة المصرى، الذى ضاق به الحال كما لم يضيق من قبل، واستعادة دور مصر الإقليمى وهيبتها بين الدول "وهذا ما نراه يتحقق أمام أعيننا يومًا بعد يوم رغم صعوبة الظروف، وهذا ما ينبغى على كل مصرى مخلص أن يشغل به باله ويمد به يدًا للعون"، أما من قتلهم الفراغ وجفت منابع تمويلهم، وانحسرت عنهم الأضواء ونبذهم المصريون كافة. فأقول لهم: إن تقوم ثورة جديدة فى ٢٥ يناير، فلن يحدث إلا فى أضغاث أحلامكم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة