هل يزور الرئيس السورى بشار الأسد القاهرة قريبا؟ هذا السؤال يتردد بقوة فى عدد كبير من العواصم المؤثرة عالميا بشكل عام، والعربية بشكل خاص.
بل هناك تأكيدات على أن الزيارة قريبا، فى إطار إيجاد حل سلمى للأزمة السورية، يكون نظام بشار جزءا منه، وأن مصر وروسيا يقودان تكتلا مهما لإقناع المجتمع الدولى بضرورة التدخل السريع للتوصل للحل السياسى للأزمة.
المجتمع الدولى وفى القلب منه أوروبا، لديهم الآن قابلية بالطرح الجديد لحل الأزمة السورية، بعد حالة الرعب التى يعيشونها من زحف جحافل الإرهابيين متنكرين فى صورة لاجئين، يحاولون دخول العواصم الأوروبية، وزاد الانزعاج من التقنية المتقدمة لتزوير جوازات السفر، والتأشيرات التى فشلت معها الأجهزة الأمنية فى كشفها.
تأكيدات زيارة بشار الأسد للقاهرة، تأتى بترتيبات إقليمية، ودعم روسى، وتأمين مصرى، لمناقشة الحل السياسى، على أن يكون النظام الحالى جزءا محوريا من معادلة الحل، وظهر ذلك جليا فى لقاءات واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حاليا.
الحقيقة، أنا حاولت الحصول على معلومات رسمية عن هذه الزيارة، إلا أن كل الدوائر السياسية، وتحديدا المصرية، التى اتصلت بها، لم تنف بقوة، أو تؤكد بقوة، وتركت لى الأمر (مائعا) يقبل الأمران معا، التأكيد والنفى، وهو أمر سفسطائى لا يفضى إلى نتائج حقيقية.
موقع (العهد)- المقرب من (حزب الله) اللبنانى، أكد أن هناك قمة مرتقبة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس بشار الأسد، قريبا.
وأوضح الموقع أن العلاقات المصرية السورية شهدت تطورا كبيرا خلال الأشهر المنصرمة، وأن القاهرة بذلت جهدا فى إيجاد صيغة تواصل بين حكومة بشار وبعض أطياف (المعارضة المعتدلة)، وتبلورت هذه المساعى فى عقد المؤتمر الذى ضم المعارضة واحتضنته مصر منذ أشهر قليلة.
أيضا التصريحات العديدة التى أدلى بها بشار الأسد وآخرها لوسائل إعلام روسية ونشرتها وكالة الأنباء السورية «سانا» مؤخرا، التى قال فيها نصا: ( نتمنى أن نرى قريبا تقاربا سوريا مصريا لأهمية العلاقة السورية المصرية بالنسبة للوضع العربى بشكل عام)، كما نشرت مؤخرا صحيفة (الأخبار) اللبنانية، الموالية لحزب الله وبشار الأسد، أن مصر أقنعت المملكة العربية السعودية بضرورة الحل السياسى للأزمة السورية، قائما على ضمان بقاء بشار الأسد على هرم السلطة لمدة قصيرة تنتهى بنهاية مرحلة انتقالية تضمن انتقالاً سلمياً للسلطة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتبنت روسيا هذا الاقتراح، وزعمت الصحيفة أن قيادات أمنية سورية كبيرة ذهبت للرياض بطائرة روسية والتقت ولى ولى العهد محمد بن سالمان، واتفقوا على الحل السلمى للأزمة، بوساطة روسية مصرية.
أما صحيفة الديار اللبنانية، فقد أعلنت الشهر الماضى، أن العالم العربى والمحافل الدولية على موعد مع (دهشة كبرى) تتمثل فى مشاركة بشار الأسد فى قمة بالقاهرة تجمعه بالرئيس عبدالفتاح السيسى، والملك سالمان بن عبدالعزيز، وبرعاية كل من موسكو وواشنطن عبر تفاهم بين لافروف وزير خارجية روسيا وجون كيرى وزير خارجية أمريكا، اللذان سيلعبان دوراً كبيراً فى التحضير لهذه القمة.
هذا جزء مما تناقلته صحف ووكالات أنباء عربية، ذات صلة بنظام بشار، تؤكد أن بشار الأسد سيزور القاهرة للمشاركة فى قمة ثلاثية، وربما خماسية، والإعلان عن وثيقة لحل الأزمة.
التحركات المصرية والروسية فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت تصب جميعها فى هذا المسار، واقتنعت معظم الدول الكبرى ومنها ألمانيا وفرنسا والصين، بهذا الحل، ما يَزَّكَّى أنباء زيارة بشار الأسد للقاهرة قريبا.