إلى المتباكين من أصحاب دموع التماسيح الكاذبة والخادعة، وأصحاب الشعارات البراقة الوهمية، والمستغلين الذين يوظفون الأحداث لمصلحتهم، والجالسين خلف الكيبورد، يخاطبون سكان العالم الافتراضى الوهمى، الفيسبوك وتويتر، وعلى رأسهم البرادعى وصباحى، ليس كل من يحصل على جائزة نوبل للسلام مثالا يحتذى به، ورسولا للسلام والرخاء والمحبة.
والرباعى التونسى الحائز على نوبل للسلام، لم يلعب الدور الأبرز فيما آلت إليه الأوضاع السياسية الداخلية لبلادهم حاليا، أو أنهم وراء اختفاء الإرهاب، ولكن وبوضوح شديد، انسحاب وتراجع حركة النهضة الإخوانية خطوة للوراء، خشية الوقوع فى نفس مصير أشقائهم إخوان مصر بعد 30 يونيو، وما ترتب عليه من تعالى وتيرة الاحتجاجات فى الشارع التونسى، ما دفع الحركة الإخوانية إلى عدم الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية.
كما خسروا الأغلبية فى البرلمان، ونزعوا من داخلهم شراهة الحكم والسيطرة على كل السلطات، تفاديا أيضا للوقوع فى نفس خطيئة إخوان مصر، الذين سيطروا على كل السلطات، وسارعوا الخطى فى أخونة الدولة، رغم عدم مرور عام على حكمهم للبلاد.
انطلاقا من هذه المعطيات، فإن طنطنة محمد البرادعى، وتهنئته للرباعى التونسى بحصوله على جائزة نوبل للسلام، ومحاولته دس السم فى عسل الكلام، و(التلقيح) على الوضع فى مصر، وهى مقارنة ظالمة، وبعيدة عن الواقع، لأن إخوان مصر لم يتركوا وسيلة لسرقة الدولة الوطنية، ومحو هويتها، والسيطرة على كل مقدراتها، إلا واتخذوها، سواء الاستحواذ على الرئاسة والحكومة والبرلمان، ومحاربة القوات المسلحة، والقضاء، والشرطة، ومحاولة أخونتها، أو تحدى إرادة الدولة بتنظيم اعتصامى ميدانى رابعة العدوية والنهضة المسلحان.
محاولة البرادعى وصباحى، استغلال هذا الحدث (لمعايرة) مصر ونظامها، هما أنفسهما لم يلعبا أى دور من الأدوار التى لعبتها الرباعية التونسية متمثلة فى اتحاد الشغل والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، للدفاع عن المصلحة الوطنية، والابتعاد نهائيا عن الاستقطاب السياسى، حيث وجدنا البرادعى وصباحى والمنظمات الحقوقية والنقابات، يدعمون جماعة الإخوان الإرهابية، ويستحدثون مصطلح عصير الليمون لاختيار مرشحى الإخوان.
أيضا معايير الحصول على جائزة نوبل للسلام، ليس ببعيد عن التسيس، ولكم فى حصول الناشطة اليمنية توكل كرمان على الجائزة، لأسوة سيئة، لأن المقابل تدمير بلادها، ثم هروبها إلى تركيا، وتركت اليمن فى فوضى وانهيار وحرب أهلية وطائفية.
أيضا الوضع فى تونس ليس أفضل حالا عنه فى مصر، فهناك حوادث إرهابية، والجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية مسيطرة على الشارع، وتدهور الوضع الاقتصادى، وعماده القطاع السياحى.
البرادعى وصباحى، وأعوانهما ودراويشهما، بعد فشلهما السياسى الكبير، وانصراف الناس عنهما، بدأوا استخدام سياسة الغمز واللمز، وتوظيف الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعى لإثارة الرأى العام، والحقيقة أن الغريمين، أصبح تأثيرهما فى محيطهما معدوما!
دندراوى الهوارى
نوبل للسلام.. الوهم لتدمير الأوطان.. ولكم فى توكل كرمان أسوة سيئة!
الإثنين، 12 أكتوبر 2015 12:00 م