الدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى، والدكتور عمرو حمزاوى، عينة من الذين نَصبّوا أنفسهم خبراء، والفاهمين ببواطن الأمور، والمانحين لصكوك الوطنية لمن يشاءون، والنازعين لها ممن يشاءون، والمصنفين للبشر ما بين فلول، وثورى، وناشط، وعسكر، وحَملة سهام النقد الهدامة للنظام، والدولة، وكاسحات الألغام التى طهرت ومهدت كل الطرق أمام جماعة الإخوان الإرهابية للوصول إلى قصور الحكم.
هذه العينة، التى تتحدث (بغلظ عين) سطرت فشلا مدهشا ومثيرا وعجيبا، فى الأداء السياسى على الأرض، ومع ذلك يتبوءون مقاعد المحللين سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ودعاة المعرفة الكاملة، مثلهم مثل مدربى كرة القدم من عينة فاروق جعفر الذى يحلل المباريات فنيا بشكل ولا أروع فى استديوهات التحليل، وعندما يسند إليه مسؤولية تدريب فرقة من الفرق، تهبط للدرجة الثانية. الثلاثى، البرادعى، وصباحى، وحمزاوى.
قادوا أحزابا، لم يسمع عنها سوى بضع مئات فقط من المهتمين بالشأن الحزبى، وفشلت فى أن يكون أحدها رقما صحيحا وفاعلا فى معادلة الحياة الحزبية، وعندما فاض بهم الكيل تقدموا باستقالتهم، ونسألهم: إذا كُنتُم قد فشلتم فى إدارة أحزابكم كيف تديرون دولة، أو تكونون ناصحين ومستشارين، ويجب على السلطة والشعب أن يأخذ بهذه النصائح؟
الدكتور محمد البرادعى أسس حزب الدستور، وانتظرنا انطلاقة كبيرة لهذا الحزب بين الجماهير، والاستحواذ على شعبية محترمة وقوية ومؤثرة فى الاستحقاقات الانتخابية المختلفة، وشريكا فاعلا فى السلطة، ولكن لم تمر شهور قليلة حتى فوجئنا بالانقسامات تجد طريقها لأروقة الحزب، وتقدم البرادعى باستقالته، تاركا الحزب فى حالة يرثى لها.
نفس الأمر وأكثر، كرره حمدين صباحى، والذى أسس حزب الكرامة ثم استقال، وأتحدى أنه إذا طُرح سؤال على 10 مواطنين فى 10 مناطق مختلفة، عن معرفتهم بالحزب، أن يجيب شخص واحد من العشرة بنعم.
بجانب أن صباحى سطر فشلا عجيبا فى جميع الاستحقاقات الانتخابات التى خاصها منذ انتخابات برلمان 2010، وانتخابات الرئاسة 2012، وانتخابات الرئاسة 2014، والأخيرة حصل فيها على المركز الثالث بعد الأصوات الباطلة، فى فضيحة مدوية، ومع ذلك يخرج علينا على أنه السياسى المحنك التى لم تلده ولادة.
أما خبير القلووظ العالمى، وصاحب المصطلحات المكعبرة، الدكتور عمرو حمزاوى، فإنه الوجه الآخر من عملة المدرب فاروق جعفر، يجلس فى استديوهات تحليل الأحداث السياسية بكل أريحية، ويحدثك عن الديماجوجية، والبروليتاريا، والإوليجاركية، والبرجوازية، والشيفونية، إلى آخر هذه المصطلحات، وكأنه أينشتين السياسة، ومع ذلك سطر أيضا مجدا فى الأعالى فى الفشل فى قيادة حزب مصر الحرية.
ومنذ أيام تقدم حمزاوى باستقالته من رئاسة الحزب الذى لم يسمع عنه أحد، واعترف الحزب فى بيان له، نصا: (أنه وبعد مرور ما يتجاوز الأعوام الثلاثة على تأسيس حزب مصر الحرية، أصبح فى حالة وهن صادمة، ولم يعد مشروعا ولا مقبولا أن لا يتحمل من يشغل المواقع القيادية فى حزب مصر الحرية مسؤولية الإخفاق ويرحل).
هؤلاء جميعا وأتباعهم ومريدوهم، ورغم فشلهم الواضح لفاقدى البصر قبل المبصرين، إلا أنهم يخرجون بجرأة وغلظ عين، ليسدوا نصائحهم للدولة، ويتهمون النظام بالفشل.
نظام استطاع أن ينقذ سفينة الوطن من الغرق، ويحقق إنجازات مغلفة بالمعجزات، من تنمية، وإعادة الاستقرار والأمن والأمان، وإعادة مصر كدولة محورية، ومؤثرة جدا فى محيطها الإقليمى، ويحتل جيشها المركز 12 فى قائمة أقوى الجيوش فى العالم، متفوقا على نظيره الإسرائيلى، رغم خوضه حروبا طاحنة فى سيناء والمنطقة الغربية، ضد الإرهاب، ومعركة البناء والتنمية.
الثلاثى الفاشل سياسيا، نرجوكم التزام الصمت، واستجمعوا ولو قليلا من حمرة الخجل، وألا تكونوا ناصحين للناس، وناسين أنفسكم.
دندراوى الهوارى
البرادعى وحمزاوى وصباحى.. تميمة الفشل السياسى بجدارة!!
الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015 12:00 م