تدهشنى قدرة «الخواجة» محمد البرادعى.. عفوا فهو مواطن يدعى أنه مصرى، وبعضنا يعتقد فى ذلك!!.. الرجل طرح نفسه بديلا للحاضر.. قال إنه عنوان المستقبل.. تحدث كثيرا قبل أن يحل على أرض الوطن، كضيف عزيز مثله مثل 10 ملايين سائح يزورون أرض الكنانة.. انفعل به ومعه المئات من المتشوقين والراغبين فى التغيير.. لم يشعر «الخواجة» بهم.. انبهر بالحالة.. تعامل معها كأنه يستمتع بفلكلور مصرى قديم!!.. بدأ يسفر عن وجهه.. نصح الجميع بعدم التواصل معه مباشرة، أرشدهم إلى طريق شقيقه.. فهو القادر على أن يدلهم على مفاتيح التعامل مع «السياسى السائح»!!
عاد «سيدى محمد البرادعى» إلى أرض الوطن بعد غياب 30 عاما.. بشرنا به مراهق صحفى وسياسى، قبل أن يتوارى مع رياح أزمة بسيطة.. التف حوله كل المبهورين و«آرامل الفرص الضائعة»!!.. نظم لنفسه جولة سياحية زار خلالها مصر القديمة والمنصورة وحى الأزهر.. ثم ذهب ليعيش مع أولئك الآخرين فى جنوب شرق آسيا وآوروبا وأمريكا اللاتينية.. عاد قبل بضع أيام تسبقه كلمات ساخنة من لسان بارد وعقل بارد ومشاعر شديدة البرودة.. الرجل كان يتحدث عن التغيير، كأنه حفلة تنكرية، أو مولد شعبى يتمنى أن يعيش طقوسه!!
«سيدى محمد البرادعى» عاد إلى مصر قبل أيام قليلة يحدثنا عن الديمقراطية والشفافية والنزاهة.. ولا يعلم عن أى منها غير ما شاهده فى قنوات التليفزيون الغربية.. فهو سائح بالمعنى الحقيقى للكلمة.. أراد أن يزور مصر متنزها، فتخيل أنه يمكن أن يحكمها.. لم يفرط فى الفرصة، فسعى إلى ذلك ليتأكد أن الأمر شديد الصعوبة.. كانت المفاجأة أكبر بكثير من أن تجعله يعلن انسحابه إلى الشواطئ الفرنسية أو البيت النمساوى وعداه من مواقع الضيافة فى العالم.. اعتقد أن نخبة – وهى نكبة – هذه الأمة من السذج والبلهاء هم رموز الوطن.. استمر فى ممارسة اللعبة.. عاد ليقول لنا إنه كان مبشرا بمقاطعة الانتخابات البرلمانية.. الحقيقة أن ذاك مواطن غربى تفوح منه رائحة مصرية، لا يشمها غير البارعين فى استخدام حاسة الشم.. افتعل أزمة ساذجة.. قالوا احتجزوه فى المطار.. زف إلينا بشرى أنه سيزور مدنا فى أعماق مصر.. صدقته «القلة المنحرفة».. لم يسمعهم «الشعب المصرى الشقيق».. وتركوهم يمارسون هوايتهم فى لعب السياحة السياسية.. وبقيت مصر تناضل من أجل مستقبل أفضل.
ملحوظة: كتبت هذا المقال بجريدة الأهرام عام 2010.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة