اصرخ ضد الفساد، ولا تكف عن ممارسته، ارفض النفاق، دون محاولة العلاج من إدمانه، اعلن ذهولك من العشوائية، واستمتع بالحياة فى رحابها، استنكر تراكم أكوام القمامة، مع المشاركة فى إضافة القبح والقذارة فى الشارع، قل كلمة الحق سرا، وتقاضى ثمن الباطل المعلن غاليا!!
كتبت منذ عدة سنوات عن حملة إعلانية- تحريضية- تمضى على ذات النهج، ظلت تطاردنا عبر كل القنوات التليفزيونية لتقول: «المصرى اللى على حق.. يقول للغلط لأ»، لتصويب سلوك المواطن، تجاه مرفق السكة الحديد فقط، حينها قلت إن الحملة لو كان هدفها هذا فقط، فهى دعوة عمياء، غير قادرة على رؤية صورة المجتمع فى حجمها وشكلها الطبيعى، لأننا إذا كنا قد قررنا أن نقول: «للغلط لأ»، فهذا معناه أن نصرخ بكلمة «لا» فى مواجهة كل غلط، فالمسؤول الذى يتربع فوق مقعد المسؤولية، ويتركه بعد أن يقضى على كل كفاءة حوله يستحق أن نقول له «لأ»، وصاحب الموهبة الذى يقبل التفريط فى كفاءته وإمكانياته بثمن بخس، يجب أن نصرخ فى وجهه «لا»، ومن يحرضنا على مشاركته فى طبخة الفساد يجب أن نرفع فى وجهه راية الرفض ونقول له «لا»، والمنافق العصامى الذى يعتز بمهارته فى النفاق، يجب أن نواجهه ونصفه بوضوح بأنه قصير القامة عاجز عن قول كلمة الحق، والمسؤول عن قذارة المدن فى مصر المحروسة يستحق أن يزجره رئيس الوزراء بعزله من منصبه، وعلى الجانب الآخر يجب أن يدفع كل مواطن يمارس تشويه المدن والشوارع، ثمن جريمته بقانون يفرض عليه غرامة كبيرة، وهيئة المرافق التى تترك الشوارع تنقلب إلى أسواق عشوائية، يجب على وزير الداخلية أن يعاقب مسؤوليها بالعزل وإعلان الأسباب، وباقى القائمة الطويلة معروفة لنا جميعا.
وبعد ثورتين كبيرتين، أجدنى أعيد نفس الرؤية بحذافيرها، هكذا أرى الصورة الصحيحة، وإن كنتم تريدونها مقلوبة، فاسمحوا لى أنا مصرى على حق!!