مؤتمرات كثيرة تعقد فى مصر هذه الأيام وكلها تبحث فى أزمات الاقتصاد المصرى وكيفية النهوض به ومواجهة التحديات الصعبة الحالية وصورة المستقبل. المؤتمرات تحضرها شخصيات عالمية بارزة ومسؤولون دوليون، ويصدر عنها نتائج وتوصيات مهمة تنتظر التنفيذ من الجهات المعنية أو على الأقل دراستها والاستفادة منها. ولكن وبعد الانتهاء من المؤتمر تطوى الأوراق وتغلق الأبواب ولا يحدث شىء ولا نسمع عن مصير نتائج وتوصيات مؤتمرات تم الإنفاق عليها مبالغ طائلة دون الاستفادة منها. وللحق والإنصاف هذه ليست عادة حديثة وجديدة وإنما عادة قديمة، ولعلنا نتذكر ومع بداية عهد مبارك شعار تحول إلى مثار للتندر والسخرية وهو شعار» مصر سنة 2000»، حيث عقدت المؤتمرات والاجتماعات وانشغلت وسائل الإعلام الحكومية فى ذلك الوقت بالحديث عن صورة وشكل مصر عام 2000 وغنى المطربون والمطربات عن مصر التى سوف تتحول إلى كوريا واليابان بعد سنوات قليلة، إلى درجة أن المصريين نسوا الواقع وأطلقوا العنان لخيالهم بالمستقبل الزاهر والمشرق على طريقة «فيلا ويخت لكل مواطن» التى وعد بها السادات الشعب المصرى فى حالة اتمام السلام مع إسرائيل..!. وجاء العام 2000 والوضع أصبح أسوأ مما كان عليه..!
كثرة المؤتمرات الضخمة تحت شعارات حالمة جعلت الناس لا تثق فى هذه المؤتمرات ولا تهتم بها من كثرة التوصيات والنتائج التى لا تنفذ ولا يهتم بها مسؤول واحد، حتى تحولت مصر إلى «بلد مؤتمرات صحيح».
خلال هذه الأيام هناك مؤتمرات غاية فى الأهمية ويحضرها وزراء الحكومة ورئيس الحكومة نفسه مثل المؤتمر الاقتصادى الثانى لـ«أخبار اليوم» الذى يحضره 14 وزيرا إضافة إلى كبار المسؤولين فى الأجهزة التنفيذية للبحث فى القضايا الاقتصادية والخروج بالتوصيات، ثم ننتظر ماذا بعد المؤتمر. والحال ذاته مع مؤتمر «الابتكار فى الحكومات» التى نظمته مجموعة الخريجين المصريين من أفضل 20 جامعة عالمية واستضاف خبراء من دول مثل كوريا والصين والبرازيل وماليزيا لعرض تجاربهم فى الابتكار والتنمية والنهوض وكيف تستفيد مصر من هذه التجارب للدول التى كانت فى يوم ما تسعى للاقتداء بالنموذج المصرى فى الخمسينيات والستينيات.
المؤتمر انتهى وسافر الخبراء وعادوا إلى بلادهم وسوف ننتظر هل هناك جديد أم أنها «العادة القاتلة» لبلد المؤتمرات والاجتماعات..؟!