48 ساعة فقط ويدخل شعب مصر فى امتحان حقيقى لاختيار برلمان من المفترض أن يكون خاليًا تمامًا من كل مصرى لم ولن يعرف قيمة هذا البلد، مجلس نواب خالٍ من الخونة والمتاجرين بدماء وفقراء مصر الذين لم يتم إنصافهم منذ عشرات السنين.. شعب لم تنصفه جماعة المستفيدين من هوجة يناير وثورة يونيو، شعب خرج للإطاحة بنظام مبارك فابتلى بما يعرف بنشطاء الهوجة أو مراهقى يناير، وعندما خرج ليصحح الأوضاع فى 30 يونيو لتطهير مصر من حكم الإخوان فوجئ هذا المواطن بعودة أسوأ ما كان فى نظام مبارك.. شعب حلم بالتغيير إلى الأفضل منذ يناير 2011 لمنه فوجئ بالأسوأ بعد انهيار كل قيم المجتمع، وكأننا خرجنا ليس للإطاحة بمبارك ومرسى بل لتدمير كل ما فينا من أخلاق وثقافة.
هذا هو المشهد المصرى الآن، مشهد يختلط فيه العنف بالبلطجة بالإرهاب، ويضاف إلى كل ذلك الانهيار الأخلاقى والسياسى والاقتصادى والاجتماعى والرياضى، وهو ما يجعلنى أراهن على أن الانتخابات التى ستجرى مرحلتها الأولى يوم الأحد المقبل لن تكون إلا انعكاسًا للحالة المتدهورة للشارع المصرى، وأن يكون مجلس نواب 2015 خاليًا من أى شىء.. من المعارضة ومن الأحزاب.. برلمان لن يكون أعضاؤه سوى مجموعة من المنتفعين الجدد، ومن يقرأ أسماء المرشحين يكتشف أننا لا نعرف %99 منهم.
إذن، فإن نائب برلمان 2015 لن يكون نائبًا للتشريع، ولا نائبًا للخدمات، وسيقتصر دوره على رفع الأيادى بالموافقة على القوانين، ولن يكون هناك صقور تحت القبة لأن نوعية المرشحين، وكيفية اختيارهم ضمن قوائم انتخابية، اختير أغلبها على أساس المصالح، ولذا فإن آخر شىء سيفكر فيه أغلب نواب برلمان 2015 هو المواطن الذى كان يظن أن هناك أملًا لبناء حياة سياسية نظيفة، ولكن خاب ظنه، فلا برلمان «شافع» ولا معارضة «نافع»، والنتيجة أننا سنرى برلمانًا خاليًا من الدسم والشطة والنواب الحقيقيين، بالرغم من أن مواد الدستور تعطى لهذا البرلمان ونوابه حقوقًا تجعله يتساوى فى حقوقه مع رئيس الجمهورية، ولكن هل سيفهم هؤلاء النواب ذلك؟.. أشك، وأتمنى أن يخيب الله ظنى، ويكون هذا البرلمان هو أمل مصر القادم لبناء مصر الحديثة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة