هل أدركت بريطانيا أنها أخطأت تقدير الأوضاع فى مصر بعد 30 يونيو؟زيارة الرئيس للندن تقضى على اللوبى الإخوانى.. والقاهرة تعكف على إنهاء الملفات المطروحة

الجمعة، 16 أكتوبر 2015 12:00 م
هل أدركت بريطانيا أنها أخطأت تقدير الأوضاع فى مصر بعد 30 يونيو؟زيارة الرئيس للندن تقضى على اللوبى الإخوانى.. والقاهرة تعكف على إنهاء الملفات المطروحة السيسى وديفيد كاميرون
تحليل تكتبه: آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...




ليس تقليلا من أهمية العواصم الأوروبية التى زارها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه الرئاسة، ولكن بلا شك فإن زيارته لبريطانيا والمقررة فى 5 نوفمبر المقبل هى الأهم على الإطلاق، وتأتى تتويجا لجهود بذلتها مصر خارجيا لتصحيح الصورة المغلوطة للأوضاع بعد 30 يونيو، وعلى الرغم من أنها تأخرت ولكنها جاءت بشكل يؤكد على إدراك بريطانيا التام لأهمية ومحورية الدور المصرى فى المنطقة، والتى بدونها لا تستقيم الأمور.

الدلالة على أن بريطانيا أدركت حقيقة الأوضاع فى مصر هى أن الزيارة جاءت بناء على دعوة من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للرئيس السيسى منذ عدة أشهر، ولهذا إيجابيات عدة، فالقاهرة انشغلت فى شؤونها الداخلية واستطاعت خلال الفترة الماضية تحقيق مشروعات اقتصادية جذبت بها أنظار العالم، وقادت حربا شرسة ضد الإرهاب فى وقت تخلت عنها القوى العظمى فى العالم ووضعتها فى الصفوف الأولى للمواجهة، وخلال أشهر قليلة استطاعت تعزيز قدرات الجيش المصرى بعدد كبير من الصفقات العسكرية مع روسيا وفرنسا لتستمر فى حرب فرض الأمن والاستقرار، كل هذه المعطيات منحت الموقف المصرى قوة أجبرت حتى من عارضوها فى أعقاب 30 يونيو إلى الرضوخ لحقيقة قوة الدولة المصرية وتماسكها.

كما أن دعوة كاميرون الرسمية تقضى على نفوذ اللوبى الإخوانى فى لندن وهى آخر معاقل الجماعة الإرهابية فى القارة العجوز، والتى كانت مركزا لقيادات الجماعة عقب الإطاحة بهم من الحكم، حيث كانت لندن ثالث قبلة لهم بعد الدوحة وأنقرة، وحاولوا كثيرا التحريض على مصر من بريطانيا، وكان لهم الدور الأكبر فى تقليب الحكومة البريطانية ضد مصر.

وكما ذكرت بعض الدوائر الدبلوماسية فى القاهرة فإن جماعة الإخوان الإرهابية سوف تنشط خلال الفترة المقبلة فى محاولة منها لإجهاض الزيارة المصرية، وذلك من خلال أكثر من محور أولها تنظيم مظاهرات ضد النظام المصرى خلال لقاءات الرئيس مع المسؤولين فى بريطانيا، وذلك فى محاولة لتحويل الانتباه عن التوافقات الإيجابية المنتظر الإعلان عنها خلال الزيارة، إلا أن الشرطة البريطانية ستتصدى بحزم لأى محاولات للخروج عن القانون المعمول بها.

أما الذراع الأخرى للإخوان لمحاولة تشويه حقيقة الأوضاع فى مصر خلال الزيارة هو استغلال بعض الصحف البريطانية اليسارية الصادرة فى إنجلترا وعلى رأسها الجارديان التى لها تاريخ طويل فى التحيّز ضد الحقائق فى مصر لنشر تقارير مغلوطة عن وضع المعارضة وحقوق الإنسان والترويج إلى تعرض الجماعة الإرهابية لعمليات قمع وتشريد.

وهناك سببان وراء ما سيظهر من مهاجمة ضد مصر ودعوة كاميرون للسيسى فى الصحف البريطانية، الأول هو الشبهات حول أموال قطر والإخوان التى تتدفق لبعض الصحف البريطانية لتحقيق تلك الغاية، أما السبب الثانى فيكمن فى أن صحافة المعارضة اليسارية فى لندن خلال الأسابيع المقبلة ستستغل الزيارة لمهاجمة رئيس الحكومة اليمينى ديفيد كاميرون المنافس لهم، وبالتالى فصحف اليسار ستستخدم مصر سبيلا لمهاجمة نظامها.

الحكومة البريطانية تدرك جيدا معادلة الصحافة اليسارية لديها، ومتنبهة إلى الهجوم الذى ستواجهه، إلا أنها أخذت على عاتقها عدم الالتفات إلى تلك المغالطات.

الملفات التى سيتم طرحها على طاولة المباحثات المصرية البريطانية مازالت تحت الدراسة، حيث يجرى حاليا الإعداد لها فى القاهرة من خلال التنسيق بين الوزارات المعنية، وذلك بعد مرحلة من المشاورات المشتركة، وزيارات متعددة بين القاهرة ولندن لكبار المسؤولين لرسم ملامح التعاون فى مرحلة جديدة من العلاقات.

ولكن لماذا تمد بريطانيا يدها الآن لمصر؟ الإجابة تتلخص فى أن ظهور موقف واضح لمصر تجاه القضايا الإقليمية، وتحركها دبلوماسيا على المستوى الدولى للمساهمة فى حلول الأزمات فى ليبيا وسوريا أعاد لها جزءا كبيرا من ريادتها بالمنطقة، فالأيام أثبتت قوة ورجاحة الرؤية المصرية لما تمر به المنطقة، خاصة بعد انتشار الإرهاب وتفاقم أزمة اللاجئين والتى أصبحت تمثل صداعا مزمنا فى رأس القارة الأوروبية وفى مقدمتها بريطانيا، وكانت مصر من أوائل المحذرين من هذه النتائج الكارثية.

فكل هذا يؤكد أن بريطانيا فى حاجة للتعاون مع مصر وليس العكس، وهو ما ظهر جليا فى عدم هرولة الجانب المصرى لإتمام الزيارة بشكل سريع عقب تقديم الدعوة، بل عمدت الأجهزة المعنية على مدار الأشهر الماضية للدراسة والتحضير الجيد، وتهيئة الأوضاع لإتمامها بنجاح، وبما يخدم المصالح المصرية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة