دائمًا ما تخدم النوايا الحسنة أصحابها، فما بالنا إذا كان أصحاب النوايا الحسنة يستعينون على قضاء حوائجهم بالخبرات، مثلما هو الحال فى بلاد الأشقاء، دولة الإمارات.
لن نقول تعالوا ندرس التجربة الإماراتية الاحترافية التى تضع عنوانًا واضحًا لا يتغير أبدًا.. هو: لا يصح إلا الصحيح!
الشكر ربما يكون قليلًا على الأشقاء الإماراتيين، لأنهم لم يرفضوا التعاون مع الجبلاية لإخراج «السوبر المصرى» على الطريقة الإماراتية، رغم أنهم أكدوا أن تنظيم بطولة يشارك فيها الأهلى والزمالك، ومن مباراة واحدة، فيه أيضًا مصالح مشتركة لهم كرويًا واقتصاديًا.
بل ومن ناحية طرح هذه الصورة الطيبة للمجتمع الإماراتى أمام أغلب قارات العالم التى تتابع جماهيرها السوبر المصرى، وتحديدًا أن طرفيه هما الأهلى والزمالك، الكلاسيكو أو «الدربى» رقم 7 فى العالم!
الجماهير المصرية التى تأكد لها أن القانون الإماراتى، وضمنه قانون شغب الملاعب، لا يفرق بين أحد من الناس.. فكان هذا الالتزام الراقى من جانب الجماهير المصرية.
لم يلحظ أحد تطبيق هادئ لكامل القانون فى استاد هزاع بن زايد، فهناك أكثر من لقطة بينت العمل الجاد، مثل عدم السماح لباقى قائمة لاعبى الأهلى الذين كانوا يجلسون فى المدرجات، لأن من يتولى تأمين الملعب لم يجد أيًا ما يفيد بأن لهم الحق فى النزول عقب المباراة!
وصلت الموافقة لينزل لاعبو الأهلى إلى أرض الملعب، أيضًا عندما حاول البعض من حملة الكاميرات الوصول حتى السور الفاصل بين المدرجات لإجراء حوار من كلمتين وجدوا فى انتظارهم اعتذارًا صارمًا، وحين كان مسموحًا بالتصوير.. السماح للكل!.. إنها لغة نتمنى أن نتعلمها!
أما عن الجماهير المصرية.. فحدث ولا حرج، الرهان على المواطن المصرى دائمًا كسبان، لكن عندما يرى أن هناك حالة عمل من حوله!
يا سادة لمن لا يصدق، فعليه أن يعيد شريط فيلم المصريين، سواء فى أيام ثورة 25 يناير، أو فى أيام 30 يونيو، و3 يوليو.. ثورات ونظافة ونظام وتأمين!
الجماهير المصرية تحتاج حكومة فاعلة، تعرف وزاراتها مهامها، مثل الشباب والرياضة، والتعليم، والحكم المحلى علشان السادة المحافظين.. لا حكومة تلقى بكل كرات اللهب فى أحضان وزارة الداخلية لتحمل هى كل الخطايا!
الليلة الكبيرة للسوبر المصرى بالعين الإماراتية تجعل العين المجردة ترى أن جماهير مصر تسعى لرد الجميل للأشقاء، بأن تكون هناك دائمًا مشاركات كروية بين الأشقاء، فسيتم الاتفاق على بطولتى «سوبر» دورى وكأس بين أبطال البلدين.. لتغنى الجماهير بالفعل.. تسلم الأيادى.. ليس فقط المصرية.. إنما أيضًا الإماراتية.