هناك شبه اتفاق على أن ما جرى فى مباراة السوبر كان مناسبة لإعادة النظر فى بعض الأمور التى تخص الكرة والتشجيع والسلوك. لقد كان مشهد الجمهور الأهلاوى والزملكاوى مشرفا، يعيد هيئة الجمهور الطبيعى للكرة الذى يفرح ويحزن وينافس ويشجع، من دون الصدام والخوف والكراهية التى اعتدناها طوال السنوات الأخيرة.
الفرح والتشجيع والصراخ والهتاف ممكن ومفرح من دون شماريخ وإشعال جرايد وخلع ملابس وشتائم وسب وقذف. الجمهور الملتزم هو نفسه جمهور الأهلى والزمالك الذى اختفى سنوات خلف ركام التعصب، والادعاء بأن الجمهور هو فقط هؤلاء الذين يتنططون ويتقافزون ويتصورون أنهم فوق القانون. ومن كان يدافع عن إطلاق الشماريخ فى المطار وليس فى الملاعب، ومن يتبنى الشتائم والاعتداءات المتبادلة.
التزم الجمهور بالقواعد التى وضعتها إدارة الاستاد والأمن الإماراتى. ولم يظهر معترض على ذلك، وحتى المشجعين المتوقع إثارتهم لمشكلات تم التعامل معهم بقانون واحد واضح. وكان التزام الجمهور الأهلاوى والزملكاوى، يشير لجمهور بدا هو الآخر مفتقدا، لدرجة أن عاد الشباب والفتيات ببهجة التشجيع وهتافات وحتى غيظ متبادل.
استمتع الجميع بمباراة مثيرة وممتعة، باستثناء دقائق تخلى فيها بعض اللاعبين عن الهدوء وكادوا يهددون المباراة ويفسدونها، وقوف رمضان على كرة ومحاولة حازم الاشتباك، وهى سلوكيات تنتمى للخلط والتهييج غير المبرر. حتى رئيسا الناديين اختلف سلوكهما وتصافحا وتبادلا الإشارات الإيجابية باعتبار النوادى أكبر من الأفراد. وبدا أنهما يقدمان صورة مناسبة لبلدهما فى الخارج. وهى صورة نفتقدها فى الداخل مثلما نفتقد هذا الجهور الذى هو نحن.
القول بأن الملاعب للجمهور، صحيح، والكرة من دون جمهور بلا معنى، لكن هذا مرهون بأن يكون الجمهور فاعلا بدوره فى المنافسة والتشجيع والإثارة، وكل العناصر ممكنة من دون ضرب وحرق وشتائم. وربما كانت المسؤولية تقع على بعض الجمهور، ممن يرفضون القانون، وأيضا رؤساء وإدارات النوادى التى تتعامل فى الخارج على العكس مما تبدو فى الداخل.
وهذا مربط الفرس، لأن بعضنا يلتزم فى كل دولة بالخارج بالقانون والقواعد مهما كانت صرامتها، بالطوابير والسلوك، بينما يستكبرون على نفس القواعد فى الداخل. ويكتفون بالتنظير لأسباب التقدم والتزام قواعد المرور والنظافة إلى آخرة بما يعنى أن الأمر مشترك، بين الناس والدولة والحكومة.
تجربة مباراة السوبر، تقدم دروسا للمسؤولين فى النوادى وإلى الأمن وأيضا للجمهور الذى عليه أن ينقى الرياضة من الروح الانتقامية العشوائية، لتكون الكرة للجماهير، والملاعب للجميع.
قلنا إننا لا نعرف أيهما أثر على الثانى، هل الرياضة تأثرت بالسياسة أم السياسة هى التى تأثرت بتعصب الرياضة، بعد أو وصل التشجيع إلى القتل. ويبدو أننا بحاجة لإصلاح الاثنين من أجل روح رياضية وروح سياسية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الفرق فى النوعيه
هناك فرق بين جمهور من الناضجين ممن فوق 20 عام و مابين جمهور من الأطفال و المراهقين
عدد الردود 0
بواسطة:
فهمى
لعن الله من ادخل التشحيع فى السياسة وكل من دفع للالتراس