نعم جميعنا يترقب نهاية الماراثون الانتخابى الذى سيدشن مرحلته الأولى اليوم، السبت، خارج مصر لاختيار مجلس نواب 2015، وهو المجلس الذى باختياره نكون قد استكملنا خارطة الطريق التى من أجلها قام جيشنا العظيم بالإطاحة بحكم جماعة الإخوان، وعزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى فى 30 يونيو 2013، ومنذ هذا اليوم وشعب مصر يحلم بتغيير حقيقى، وممارسة العمل السياسى، وخلق كيانات سياسية وحزبية تكون قادرة على إدارة المرحلة المقبلة، خاصة أنه لم يتبق إلا استحقاق واحد، هو الانتخابات البرلمانية بعد أن نجحنا فى كتابة دستور جديد للبلاد، واختيار رئيس جمهورية، والآن نحن على أعتاب استحقاق ثالث، هو مجلس نواب 2015، وهو المجلس الذى نحلم جميعًا أن يكون من أعظم المجالس النيابية فى مصر والعالم العربى، وأن يمارس هذا المجلس دوره التشريعى والرقابى، وهو ما يحلم به أى مصرى بعد أن خلع مبارك وعزل مرسى.
إذن، يدخل المصريون امتحانًا جديدًا، حيث يتوجهون اليوم إلى صناديق الانتخابات فى سفاراتنا بالدول العربية والأجنبية لاختيار ممثليهم لبرلمان 2015، وسيخصص للمصريين فى الخارج السبت والأحد، 17 و18 أكتوبر، للانتخابات فى المرحلة الأولى، بينما يدلى الناخبون فى 14 محافظه داخل مصر بأصواتهم يومى 18 و19 أكتوبر، الأحد والاثنين، بينما الإعادة ستتم يومى 26 و27 أكتوبر لمن بالخارج، و27 و28 للداخل، وأن تبدأ المرحلة الثانية فى نوفمبر المقبل، وذلك لباقى محافظات الجمهورية والمقيمين بالخارج، على أن تكون إعادتها فى ديسمبر 2015 لتحصل بعدها مصر على مجلس نواب يمثل جميع أطياف الشعب.
إذن، أيام قليلة ويكون لدينا برلمان من لحم ودم، برلمان نتمنى أن يكون مختلفًا ولو قليلًا عن برلمانات عصر الفاسد مبارك، والفاشى مرسى، برلمان خالٍ من مصطلحات «سيد قراره»، أو «موافقون»، أو «نواب الكيف»، أو «نواب القروض» وغيرها مما وجد فى المجالس السابقة التى كانت عارا على الحياة السياسية، والسبب أن أغلب هذه المجالس جاءت عبر عمليات تزوير للنتائج، أو وتقفيل اللجان، أو تسويد بطاقات الانتخابات، وهذا الثالوث هو الذى أفرز برلمانات مشوهة وممسوخة وفاسدة، برلمانات كانت تسبح باسم الرئيس، برلمانات كانت تأتى لخدمة الرئيس وأغراضه وليس لخدمة الشعب، وأفرز نوابًا جاءوا لنهب ثروات الشعب الذى أعطاهم أصواتهم، لكنهم انقلبوا على هذا الشعب، نوابًا استخدموا الحصانة البرلمانية لكى ترتكب كل الجرائم دون رقيب بعد أن اختبأ كل النواب الفاسدين فى جلباب الحصانة التى دمرت كل مجالس الشعب السابقة منذ الملكية وحتى الآن.
ويبقى السؤال: ما الذى تغير فى شعبنا حتى يجعلنا نراهن على نغمة التغيير، فهذا الشعب هو الذى تسبب فى أن يحكمنا آل مبارك لمدة 30 عامًا، شعب عندما ضاق بحكم مبارك وحزبه الفاسد جاء بمحمد مرسى وجماعته الفاشية، وحتى الآن نخشى ألا يكون هذا الشعب قد تعلم الدرس، خاصة أن مجلس نواب 2015 لن يكون بقوة وزخم برلمانات ما قبل يناير ويونيو بعد اختفاء أغلب من مارسوا العمل السياسى، والنتيجة لن تكون لصالح مصر، خاصة أن عمل النائب فى هذه الحاله لن يتجاوز عمل أعضاء المجالس المحلية، وبدلًا من أن يكون دور النائب هو التشريع نجده يتحول بقدرة قادر إلى نائب للكيف والقروض وغيرها من الاتهامات التى طالت نواب عصر مبارك ومرسى.. وللحديث بقية.
عبد الفتاح عبد المنعم
هل يختلف نواب برلمان 2015 عن نواب عصر «مبارك» الفاسد و«مرسى» الفاشى؟
السبت، 17 أكتوبر 2015 12:00 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة